الرئيسية / الرئيسية / مترجم: هكذا تفرض نساء تنظيم “داعش” سلطتهن بمخيم الهول

مترجم: هكذا تفرض نساء تنظيم “داعش” سلطتهن بمخيم الهول

BY: Louisa Lovelock & Suad Makhanith – The Washington Post

الشرق اليوم- بعد نصف عام من هزيمة تنظيم “داعش”، معظم خيام مخيم الهول عبارة عن بؤرة للتطرف، فهناك حوالي 20 ألف امرأة و50 ألف طفل عاشوا تحت حكم التنظيم، ويعيشون الآن في ظروف صعبة في المخيم، الذي يديره ويحرسه 400 مسلح كردي تدعمهم أمريكا.

ففي الوقت الذي يمكث فيه رجال تنظيم داعش في السجون، فإن النساء داخل سياج المخيم يقمن بفرض قواعد التنظيم الصارمة وتطبيقها على من يعدون غير ملتزمين بالضرب والعنف وبأشكال أخرى، ويمددن ما يصفه السكان والسلطات المسؤولة عن المخيم فترة الرعب التي عاشها الناس تحت حكم تنظيم الدولة.

كما تم طعن عدد من حراس المخيم بسكاكين خبأتها النساء في ملابسهن، حيث كان يتم تهديد النساء اللواتي يتصلن بمحامين يمكن لهم أن يخرجوهن من المخيم، أو للحديث مع ناس من الخارج، فقد قتلت امرأة إندونيسية حامل، بحسب المصادر الطبية، بعد أن تحدثت مع منظمة إعلامية غربية، وصور جسدها تدل على أنه تم جلدها.

يقول مسؤول كبير في مخابرات المخيم: “إن ذلك يحصل ليلا وفي الخفاء، لكن لا أحد يخبر من هو الفاعل.. إنهم يخافون من بعضهم”.

يقول المسؤولين الأمنيين الأكراد من قوات سوريا الديمقراطية، بأن لديهم قوات تحرس المخيم ولا تفعل أكثر من ذلك، وقال مسؤول المخابرات: “يمكن لنا احتواء النساء، لكن لا يمكن لنا أن نسيطر على أيديولجيتهم.. هنا أشكال مختلفة من الناس، لكن بعضهن كن أميرات في التنظيم، وهناك مساحات في المخيم هي بمثابة أكاديمية لهم الآن”.

في بعض الأماكن، فإن الأطفال، الذين يصل عددهم إلى 20 ألفا، ولدوا تحت حكم التنظيم، هم الجمهور المأسور، فبالقرب من بوابة المخيم، قام الحرس بمصادرة لعب البنادق وغيرها من رموز تنظيم داعش التي يلعب بها الأطفال، وتلك اللعب مصنوعة من أنابيب يتم إلصاقها بالأشرطة اللاصقة، والأعلام ملونة باليد وبتفاصيل دقيقة، لكن واضح أنها من صنع الأطفال.

الظروف المعيشية صعبة جداً في المخيم القائم على جبل، وقد دخلت المياه العادمة إلى الخيام، وسكان المخيم يشربون الماء من خزانات تحتوي على الديدان، وكثير من النساء لا يعلمن ماذا حصل لأزواجهن أو أبنائهن، بعد أن تم اقتيادهم من قوات سوريا الديمقراطية، التي هزمت تنظيم داعش، والتي تقوم بحراسة العديد من المخيمات والسجون.

كان المخيم منذ بداية العام يضم أقل من 10 آلاف شخص، إلا أن حجم مخيم الهول زاد بشكل كبير، وتم تحويل الكثير من النساء والأطفال إلى المخيم بعد أن سقط آخر معقل لتنظيم الدولة في قرية باغوز السورية في يد قوات سوريا الحرة بدعم عسكري أمريكي.

حاليا يتم فصل السكان بحسب الجنسية، فمعظم أقسام المخيم يقطنها السوريون والعراقيون، في الوقت الذي يقطن فيه أكثر من 9 آلاف آخرين -من بينهم أكثر سكان المخيم تطرفا- وهم محصورون خلف سياج في منطقة من المخيم تدعى “الملحق”، التي يقطنها عرب وآسيويون وأفارقة وأوروبيون وغيرهم، كما أن الحراس يدخلون تلك المنطقة بتوجس، بعد تعرض أحدهم الشهر الماضي لكسور في عظامه عندما وقع في كمين.

تقول امرأة أوروبية في العشرينيات من عمرها: “إنهم يستطيعون فعل كل شيء هنا”، فيما قالت ثلاثة من ساكنات المخيم بأنهن أوقفن من نساء قمن أولا بتعديل ملابسهن، ثم هددنهم بالعقوبة إن تم تكرار المخالفة.  وتضيف أوروبية أخرى من سكان الملحق، ومعها ثلاثة أطفال، بأنها خائفة أكثر من أي وقت مضى، فهذه المرأة قامت بتغيير خيمتها عدة مرات بسبب تهديد نساء تونسيات وأندونيسيات لها، بعد أن علمن بأن محامي العائلة يحاول إعادتها إلى بلدها، حيث يتم تهديد النساء الأخريات اللواتي يجرين مقابلات، ويقلن “في المقابلات” إنهن لم يعدن مؤيدات لتنظيم داعش.

يشير طبيبان في المخيم، إلى أن المرضى من المخيم يرفضون حضور مواعيد المراجعة لهم في المرافق التي تديرها السلطات الكردية أو المنظمات الدولية، بحجة أنهم “لا يستطيعون الحضور”…  “إن حضرنا إليكم يعتدي علينا (المتطرفون) بالضرب أو بأسوأ من ذلك)”.

هذا التهديد المتنامي ليس محصورا في مخيم الهول، فعمال الإغاثة من مخيم الروج، الذي هو أصغر من مخيم الهول، ويبعد عنه حوالي ساعة في السيارة، يصفون الخلافات المتكررة بين السكان العراقيين والأجانب، ففي إحدى الحالات، تم منع امرأة عراقية من الحديث مع جيرانها بعد أن أزاحت النقاب، وفي حالة أخرى قام أطفال مقاتلين مع تنظيم “داعش” بدفن طفل عراقي حيا.

في الوقت الذي تسوء فيه الظروف، يبقى السكان في حالة ضياع، فبعض النساء يردن العودة إلى بلدانهن، لكن القليل من الدول الأجنبية متحمسة لذلك؛ وذلك خوفا من التهديد الذي قد يشكله أعضاء تنظيم “داعش” الذين لم يتخلوا عن فكرهم، ولكون الأدلة ضدهم قد لا تصمد أمام محكمة.

بعض النساء اللواتي تمت مقابلتهن يقلن إنهن لم يعدن مؤمنات حقيقيات، فيما تقول بعضهن إنهن لم يكن مؤمنات حقيقيات أصلا، ولكنهن أجبرن على الذهاب لأراضي التنظيم من أزواجهن المتطرفين، في الوقت الذي تقول فيه أخريات إنهن يبقين فخورات بانضمامهن إلى تنظيم يتبنى ما يصفنه بالجنة الإسلامية.

أظهر فيديو تم نشره في تموز/ يوليو، عدة نساء يرتدين النقاب ويحملن أعلام تنظيم الدولة السوداء قمن بإرسال ما قلن إنه رسالة من مخيم الهول، وقالت إحداهن: “أيها الأخوة.. أشعلوا نار الجهاد وحررونا من هذه السجون”. كما أن امرأة وجهت خطابا بعدها إلى “أعداء الله”، قائلة: “لكم نقول، نحن نساء المجاهدين: تظنون أنكم تسجنونا في مخيمكم العفن، لكننا قنبلة مؤقتة، انتظروا وسترون”.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …