الرئيسية / الرئيسية / مترجم: هل تؤثر هجمات إسرائيل الأخيرة على سياسة إيران بالمنطقة؟

مترجم: هل تؤثر هجمات إسرائيل الأخيرة على سياسة إيران بالمنطقة؟

بقلم: تسفي برئيل – صحيفة “هآرتس” العبرية

الشرق اليوم- انتهى عمر القمر الصناعي الذي خططت إيران لإطلاقه الأسبوع الماضي، بانفجار كبير، وهذه ليست المرة الأولى التي تفشل فيها إيران في إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء؛ ففي المرتين السابقتين، انتهت المحاولة بصورة مشابهة، حيث تم إخفاء المحالة الثانية عن وسائل الإعلام.

النقطة المهمة في هذه القضية مرتبطة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سارع لنفي تورط واشنطن في الانفجار. هل سأله أحد أو اتهمه؟

إيران لم تكن تنوي الحديث عن الإخفاق، ولم تتهم أي جهة، في حين أن ترامب لم يكتف بالنفي، بل نشر صورة لمركز الفضاء الذي انفجر، استنادا لمعلومات استخبارية. فالولايات المتحدة تنوي منع استمرار المحاولات الإيرانية؛ لأنها تشك في أن منعها يحد من تحسين قدرة إيران على إطلاق الصواريخ الباليستية.

الحديث ربما يدور عن تكتيك جديد مشترك بين تل أبيب وواشنطن، لإحباط وضرب أهداف إيرانية؛ وهي جزء من نظام ردع طهران. فإسرائيل سبقت واشنطن في نشر تفاصيل العملية التي هاجمت فيها خلية إيرانية، كانت تنوي إطلاق طائرة مسيرة مفخخة نحوها، وتفاصيل كثيرة عن موقع الإطلاق ومشاركة قاسم سليماني، وعن جودة الطائرات المسيرة وقدراتها.

كان الانفعال من المعلومات الاستخبارية الدقيقة التي تملكها إسرائيل والولايات المتحدة في ما يتعلق بالمخططات التكتيكية لإيران في محله. إذ أن إسرائيل  قادرة على الدخول عميقا لمستوى الوحدات التنفيذية الإيرانية والحصول على معلومات في الوقت الحقيقي.

واشنطن وتل أبيب، حوّلتا المخابرات للجزء الأهم في عملية اتخاذ القرارات التي يمكنها التأثير على التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة، لكنّ هذا استنتاج مضلل، فإحباط إطلاق القمر الصناعي الإيراني، أو الانفجار المجهول لقاعدة صواريخ في العراق، وتدمير منشأة لخلط مواد التفجير في لبنان، وتدمير مبنى يستخدم لإطلاق الطائرات المسيرة، تتشابه على مستوى التكتيك، رغم الفوارق اللوجستية الكبيرة.

يمكن لإسرائيل كذلك اغتيال قادة حماس وتدمير بنى تحتية مدنية أو ضرب أجهزة إطلاق الصواريخ، ولكن هذا لا يقلل من المشكلات الجذرية التي تخلق هذه المظاهر العسكرية؛ وفي كل ذلك يوجد للاستخبارات قدرات عالية لجمع معلومات قبل العملية، ومع ذلك لا تستطيع عرض خارطة النتائج السياسية والاستراتيجية المتوقع تطورها في أعقاب العملية التكتيكية، لأن إسرائيل لا تعرف كيفية رد حزب الله على تدمير المنشأة في لبنان، ولا تستطيع أن تتوقع كيف سترد حماس على الهجمات في القطاع.

في الأساس: لا تستطيع تل أبيب وواشنطن تقدير إلى أي درجة سيغير ضرب أهداف إيرانية مختارة، سياسة إيران في سوريا والعراق، أو بالنسبة للمفاوضات مع الولايات المتحدة. لأن قرارات طهران يعرفها العالم بعد أن تتخذها فقط.

لا شك في أن إيران تفهم الرسائل، لكنها لا تعتبرها إملاء، وهي تترجمها بحسب احتياجاتها الداخلية، بما في ذلك السياسية، وليس بالضرورة بحسب نية مطلقيها، لذا فإن الافتراض الذي يقول إن الهجمات الدقيقة على أهداف أو أشخاص إيرانيين تعمل كرسالة ستؤثر على السياسة، لا يوجد له الكثير مما يستند إليه.

الحوار العسكري التكتيكي الذي تديره إسرائيل مع إيران على أمل أن يؤجل خطوات دراماتيكية مثل نية ترامب إجراء مفاوضات مباشرة مع طهران أو الوساطة الفرنسية لعقد لقاء شخصي بين الزعيمين، لا يمكن أن يضمن نتيجة كهذه.

وفي المقابل، يبدو أن العقوبات الشديدة التي فرضتها واشنطن على إيران لن تؤدي إلى الخنوع، بل إلى استعداد محدد لإجراء مفاوضات مع الدولة العظمى التي تسعى خلفها.

ففي حال نضجت الظروف لإجراء مفاوضات كهذه، فلن يكون أي وزن للهجمات الإسرائيلية في تشكيل مضمونها، لكنها ستريح النفس الإسرائيلية بشكل خاص في فترة الانتخابات.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …