الشرق اليوم- كشف الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، معلومات تفصيلية هامة عن العملية الأخيرة التي شنها عناصر الحزب ضد موقع للجيش الإسرائيلي قرب الحدود اللبنانية.
جاء ذلك في تسجيل مصور في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه “حزب الله” في مجمع “سيد الشهداء” في الرويس، تناول فيه نصر الله العملية الأخيرة ونتائجها، وأشار إلى تخبط المسؤولين الإسرائيليين في التغطية على الخسائر التي ألحقتها العملية بجنود وضباط الجيش الإسرائيلي. حيث اعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، أنّ العملية التي نفذها الحزب ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأحد، شكلت إنجازاً كبيراً، مؤكداً أنه منذ الأول من أيلول/ سبتمبر لم يعد هناك أيّ خط أحمر مع إسرائيل.
“ما حصل بدأ ليلة الأحد تمثل بحادثتين، الأولى الغارات الإسرائيلية والقصف الإسرائيلي في محيط دمشق ما أدى إلى استشهاد عنصرين، وبعد ساعات قليلة عملية المسيرتين المفخختين في الضاحية الجنوبية” كما جاء على لسان نصر الله، الذي أوضح أن”الطائرة الأولى سقطت ولم تحقق ما أرسلت من أجله، والثانية التي أرسلت لتنجز هدفا يجب أن أعلن أنها فشلت في تحقيق الهدف الذي جاءت لإنجازه، وهذه العملية كانت فاشلة”.
تصريحات أمين حزب الله، أثارت موجة من التساؤلات حول صحة الرواية الإسرائيلية عن الحادثة، والتي تمثلت بتقزيم الحادثة والخسائر، ما دفع المراسل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هاريل، للاعتراف بأن المركبة المدرعة الإسرائيلية من طراز “زئيف” أو( وولف) وكانت تسير على طريق يبعد حوالي 5,5 كيلومتر عن الحدود لحظة استهدافها، بمعنى أنها لم تكن على الخطوط الأمامية، ولكن في منطقة تقع ضمن نطاق الصواريخ الموجهة “كورنيت”.
وأضاف هاريل أن الطريق الذي اختارته المركبة، كان بين الطرق التي تلقى أفراد الجيش تعليمات بتجنبها، مشيرا إلى أنه نظرا لارتفاع حالة التأهب على طول الحدود ترقبا لهجوم قادم، اقتصرت حركة المركبات على الطرق التي لم تكن عرضة لاستهداف مباشر من حزب الله. ففي حين كانت الأهداف الأخرى التي استهدفها حزب الله فارغة فعلا، إلا أن العربة المدرعة التي شوهدت في الفيديو، لم تكن كذلك وحملت على متنها خمسة جنود لحظة تعرضها لهجوم بـ”قذيفتين على الأقل”. “الصاروخ الأول حاد عن الهدف قليلا، والمركبة اندفعت بسرعة إلى الأمام، فتمكن الجنود الخمسة الموجودين بداخلها من التهرب بأمان من الصاروخ الثاني” بحسب الكاتب الإسرائيلي.
يذكر أن السلطات الإسرائيلية، نفت أن أحدا من جنودها أصيب بأذى في هجوم أفيفيم، في حين أكد حزب الله أن هجومه أسقط جنودا إسرائيليين بين قتيل وجريح.
تأتي هذه الأحداث في فترة حساسة للحكومة الإسرائيلية، المجبورة على إرضاء الشارع الإسرائيلي لتنال ثقته في الانتخابات الرئاسية منتصف الشهر الحالي. ما يفتح المجال للتساؤل إن كانت المرحلة القادمة ستقتصر على المواجهة الكلامية، أم أن جملة الأمين العام لحزب الله، بأن ما حصل “جزء من العقاب” تعني أن هناك المزيد من الضربات والرد عليها بين حزبه والجيش الإسرائيلي.