بقلم: عمير ربابورت – صحيفة “مكور ريشون” الإسرائيلية
الشرق اليوم- قال خبير عسكري إسرائيلي إن “التطورات العسكرية المتلاحقة في المنطقة عموما، وفي الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا خصوصا، تمنحنا فرصة إعداد سيناريوهات وفرضيات متوقعة للأيام القليلة القادمة”.
أول هذه السيناريوهات المتوقعة أن ينفذ حزب الله عملية انتقامية ضد إسرائيل، ردا على مهاجمتها قواعده العسكرية وقوافله من الأسلحة داخل لبنان وسوريا، في حين تلتزم إسرائيل الصمت، وهذا هو السيناريو الأكثر ترجيحا؛ لأن الحزب ملزم بالانتقام من إسرائيل بسبب ضرباتها الأخيرة في لبنان. فالحزب حريص على التمسك بالردع الذي حققه أمام إسرائيل منذ حرب لبنان الثانية 2006، ولا يريد التفريط به، لذلك فإن التجربة تفيد بأن الحزب قد يكتفي باستهداف موقع قريب من الحدود الشمالية، وفي حال لم يكن الثمن الذي تدفعه إسرائيل باهظا، فإنها ستمرر الحادث.
السيناريو الثاني هو الانزلاق إلى حرب مفتوحة واسعة، تشمل كلا من إسرائيل وسوريا وإيران وحزب الله، وقد سبق لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية أن هدد هذه الدول مجتمعة بأنها ستدفع ثمنا باهظا في حال هاجمت إسرائيل، وهذا يعني تحذيرا واضحا جدا بأن إسرائيل قادرة وعازمة على تنفيذ هجمات داخل الأراضي اللبنانية، وربما الإيرانية.
قديرا كهذا قد يدفع كل الأطراف إلى شن حرب واسعة، تشمل إطلاق صواريخ باتجاه كل الأراضي الإسرائيلية، لكن الأمر الجيد في هذا السيناريو أن أيا من الأطراف المذكورة ليس معنيا بشكل جدي بالصراع العسكري الواسع، في حين أن الجانب السيئ أن الحروب بالعادة تنطلق دون أن تكون مقصودة من البداية، كما حصل في حرب لبنان الثانية 2006، والجرف الصامد مع حماس في غزة 2014.
السيناريو الثالث المتمثل في فرضية انضمام غزة إلى حرب في الشمال بين إسرائيل وحزب الله، وهو سيناريو يبدو منخفضا، على الأقل حتى الآن، رغم أنه سيضع صعوبات أمام القبة الحديدية في التصدي لصواريخ من جبهتين في آن واحد. فالسياسة الإسرائيلية قائمة على منع إقامة أي مشروع صاروخي في المنطقة يهددها، ولو كان الثمن إمكانية الانزلاق إلى حرب واسعة، هذا الوضع ينطبق في لبنان كما غزة، صحيح أن الحزب وإسرائيل أقاما ما يمكن وصفه ردعا متبادلا منذ حرب 2006، لكن من الواضح أن إسرائيل قررت استئناف ضرباتها داخل الأراضي اللبنانية في ظل مساعي إيران الحثيثة لإقامة مصانع لإنتاج الصواريخ في العراق ولبنان
حزب الله اليوم يمتلك ترسانة صاروخية تصل إلى مئتي صاروخ دقيق، ما جعله يعدّ التهديد الأكبر على إسرائيل القادم من لبنان؛ لأن الصاروخ الواحد قادر على حمل رأس متفجر بمئات الكيلومترات، رغم أنه كلما زاد مدى هذه الصواريخ فستكون منظومات الدفاع الجوية قادرة على إحباطها.