الرئيسية / الرئيسية / مترجم: هل يكون العراق الجبهة الجديدة لنزاع إسرائيل ضد إيران؟

مترجم: هل يكون العراق الجبهة الجديدة لنزاع إسرائيل ضد إيران؟

BY: AMOS YADLIN, ARI HEISTEIN – FOREIGN POLICY

الشرق اليوم- تواجه إسرائيل تهديدات جديدة نابعة من العراق، ولأول مرة، منذ تدميرها المفاعل النووي العراقي “أوسيراك” عام 1981، وكان الهجوم سابقة تاريخية حدد ما صار يعرف بـ”عقيدة بيغن”، على اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، ويقوم على منع أي دولة معادية لإسرائيل من الحصول على أسلحة نووية.

الخطة كانت أن تبقى الضربة سرية، ولا تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها، وكانت العملية قبل أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية، ونسبة العملية لبيغن كانت أمرا مغريا له، وأثارت هذه العملية غضبا أمريكيا، وكان رد فعل أمريكا شجبها، وحظرت تسليم سرب مقاتلات أف-16 إلى إسرائيل.

بعد 38 عاما، يبدو أن إسرائيل قامت بغارة داخل الأراضي العراقية، وحدثت الغارة في 20 آب/ أغسطس على قاعدة بلد الجوية، وكانت واحدة من أربع غارات استهدفت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق، واستهدفت التفجيرات شحنات صواريخ ومعدات أخرى، وظلت الهجمات الأخرى دون أن تتحمل أي جهة المسؤولية عنها.

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي انتخابات في الأسابيع المقبلة، حيث تتراجع شعبية كتلته من اليمين المتطرف في استطلاعات الرأي، وعندما سئل عن الغارات في العراق، قال: “نحن نعمل، ليس عندما تستدعي الضرورة، لكن في مناطق عدة ضد دولة تريد محونا، وبالطبع أعطيت قوات الأمن الحرية المطلقة لعمل أمر ضروري لإحباط خطط إيران.

رد أمريكا على الغارات الأخيرة يشبه ردها على الغارة التي نفذت عام 1981، أي تسريب معلومات عن الجهة المسؤولة عن الغارات وشجب ضمني لها، ولم يشجب دونالد ترامب الأمر علانية، وربما لم يكن مندهشا منه، وتم التنسيق مع القادة الكبار في إدارته، إلا أن العناصر الأخرى في الحكومة الأمريكية لم تكن راضية عن النشاطات الإسرائيلية المزعومة في العراق.

تلاحظ إسرائيل تزويد إيران للجماعات الوكيلة لها بالأسلحة المتقدمة، مثل حزب الله في لبنان، وتلك التي في العراق والحرس الثوري في سوريا. فإصرار إيران على تزويد جماعاتها، وغضب أمريكا على تدميرها، قد يدفعان إسرائيل لإعادة النظر في المدى الذي ستذهب فيه لمواجهة السلاح الإيراني الدقيق، وفيما إن كانت هذه الأسلحة تندرج في “عقيدة بيغن” التي غطت في السابق السلاح النووي.

إيران تحصل على منافع للعمل في العراق أكثر من سوريا؛ أولا لأنه بعيدا عنها، ولأنه لم يحدد بصفته منطقة رئيسية لنشاطات الجيش الإسرائيلي منذ سقوط صدام حسين عام 2003، ولهذا تفترض إيران أن قدرات إسرائيل الاستخباراتية ليست قوية، أما الأمر الثاني، فإن إسرائيل استطاعت بناء سابقة لضرب أهداف في سوريا دون رد أبعد من الضربات الجوية، وهذا لم يحدث في العراق، ومحاولة خلقه هناك معقدة ومحفوفة بالمخاطر.

فإسرائيل لا تستطيع رسم قواعد اللعبة في العراق مثلما فعلت في سوريا، فالمشهد هناك تعمل فيه سلسلة من الحركات المعادية، بالإضافة إلى القوات الأمريكية والإيرانية، والأمر الثالث هو أن وجود القوات الأمريكية في العراق يمنح بديلا للجماعات المسلحة التي تهدف للانتقام من العمليات الأخيرة، ما سيؤثر بالضرورة على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

مع ذلك، فإن إسرائيل تستطيع جمع معلومات أمنية عالية الجودة، وفي الوقت الذي يتعامل فيه الأمريكيون مع الهجمات بنوع من الغضب، إلا أن ترامب قد يتعامل معها من خلال الهجمات على العدو المشترك، وبالتأكيد فلا تريد أمريكا تحول العراق لمنطقة إطلاق الصواريخ أو السماح للجماعات المسلحة بالسيطرة على العراق.

إسرائيل استطاعت التوصل لآلية نزع التوتر مع روسيا في سوريا، والأحرى القيام بهذه الآلية مع حليف أقرب إليها، وهي الولايات المتحدة في العراق، وأخيرا عبرت إيران عن عدم رغبتها بالتصعيد في العراق خوفا من توسع المواجهة.

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …