بقلم: يوسي يهوشع – صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية
الشرق اليوم- تعهد الأمين العام لحزب الله، “بالرد على هجومين؛ الأول أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنه ضد خلية طائرات مسيرة متفجرة بتوجيه من إيران في هضبة الجولان، والثاني، نسب لإسرائيل بواسطة طائرات صغيرة مسيرة مسلحة في حي الضاحية، كانت موجهة وفق حزب الله ضد هدف وليس ضد غرفة الاتصالات”.
من المعقول الافتراض أنه في حال كانت إسرائيل بالفعل هي التي نفذت الهجوم الثاني في قلب بيروت؛ وهو أول هجوم منذ 13 عاما داخل لبنان، فلا يدور الحديث عن هدف عابث أو كثبان رملية؛ بل عن هدف استراتيجي، يستحق المخاطرة، وتغيير سياسة الامتناع عن القتال المباشر في لبنان. الآن في إسرائيل يحاولون الدخول لرأس نصرالله والتقدير لرد فعله المتوقع.
تعتقد عموم المحافل الإسرائيلية، أن نصرالله ليس كاذبا، وإذا وعد برد، فلا بد لهذا الرد أن يأتي، والسؤال: أين ومتى الرد؟، الفرضية السائدة؛ أن حزب الله سيبحث عن هدف عسكري إسرائيلي في الشمال؛ مثل كمين هاردوف الذي وقع عام 2015، وأدى لمقتل جنديين من لواء جفعاتي (بعد تعرض مركبتهم لعبوة ناسفة)، والذي وقع بعد تصفية نشطاء حزب الله ورجال الحرس الثوري في الجولان قبل وقت قصير من ذلك.
قوانين اللعب والتي بموجبها يعمل نصرالله هي في صيغة واضحة؛ قتلى في سوريا مقابل قتلى في إسرائيل. التحدي الجديد أمام الجيش الإسرائيلي؛ هو الحفاظ على مستوى التأهب والتحفز على مدى الزمن دون خلق أهداف وفيرة لحزب الله مثلما حصل في الماضي.
الأمين العام لحزب الله، يأخذ بالحسبان، أن أي رد فعل شاذ من جانبه، من شأنه أن يؤدي لرد إسرائيلي أكثر حدة، على خلفية فهمه أنهم في تل أبيب بما يكفي من الشجاعة لتغيير المعادلة، إضافة أن نصرالله ملتزم بالحكومة اللبنانية وغير معني بالمس بالاقتصاد المتعثر، ولا سيما بفرع السياحة الذي يشكل مصدر الدخل الأساس لكثير من اللبنانيين. يفهم نصرالله، أن نتنياهو الذي يوجد عشية الانتخابات، يستطيع أن يرد بالقوة التي لم يقدرها، مثلما حصل برأيه في الفترة الأخيرة.
قد يحاول حزب الله إرسال طائرات بلا طيار إلى أجواء إسرائيل؛ كعملية رد في معركة العقول هذه بين إسرائيل وحزب الله، والتي تحتاج لأعصاب من حديد ورباطة جأش، وعلى إسرائيل أن تستعد لكل سيناريو؛ حتى ذاك الذي لا يخيل أن نصرالله تخيله وخطط له.
نسى إسرائيل درس 2006، حين نجح حزب الله في مفاجأة الجيش الإسرائيلي عدة مرات. فرغم تحسن قدرات إسرائيل الاستخبارية، هناك أمرا واحدا لم يتغير، أن نصرالله كان ولا يزال خصما ذكيا.