الرئيسية / الرئيسية / مترجم: هل فعلًا إسرائيل هي من تضرب مواقع “الحشد الشعبي” في العراق؟

مترجم: هل فعلًا إسرائيل هي من تضرب مواقع “الحشد الشعبي” في العراق؟

By: Maysam Behravesh – Middle East Eye

الشرق اليوم- تركّزت المصادمات بين العدوّين الإقليميّين الرئيسيّين إيران وإسرائيل – على مدى السنوات القليلة الماضية – حول سوريا، حيث دشن الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس لنفسيهما وجودًا عسكريًا هائلًا هناك؛ لدعم حكومة النظام السوري ووضع القوات الإيرانية على مقربة من إسرائيل. لكن الآن يبدو أن سوريا قد لا تكون المسرح الوحيد الذي يتشاحن فيه الطرفان – إيران وإسرائيل – حيث شُنّت هجمات غامضة مؤخرًا في عمق الأراضي العراقية. أربع هجمات غامضة على قواعد عراقية في الأيام الأخيرة، دفعت الناس للتساؤل عما إذا كان الإسرائيليون يقصرون نشاطهم المناهض لإيران على الضربات في سوريا.

ضربت سلسلة من الانفجارات الأسبوع الماضي ، موقعًا تابعًا للقوات شبه العسكرية “الحشد الشعبي” بالقرب من قاعدة بَلَد الجوية، التي تستضيف أيضًا قوات أمريكية ومتعاقدين أمنيين، والتي تقع على بُعد حوالي 80 كيلومترًا شمال العاصمة بغداد في محافظة صلاح الدين.

وأدت الانفجارات – التي زُعِم أنها شُنَّت بواسطة طائرة بدون طيار – إلى مقتل العديد من الأشخاص، ويُعد انفجار قاعدة بَلَد هو رابع هجوم من نوعه يستهدف القواعد أو مخازن الذخيرة التابعة لقوات الحشد الشعبي في جميع أنحاء العراق خلال الشهر الماضي. قبل أسبوع تقريبًا، في 12 أغسطس الجاري، أسفرت الانفجارات التي ضربت قاعدة الصقر العسكرية التابعة لقوات الحشد الشعبي في بغداد إلى مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 29 آخرين.

كما وقع انفجار آخر في معسكر أشرف، بالقرب من محافظة ديالى شمال شرق بغداد في 28 يوليو الماضي، بعد أقل من أسبوعين من قصف آخر لقاعدة الشهداء بالقرب من مدينة آمرلي بمحافظة صلاح الدين في 19 يوليو؛ ما أسفر عن مقتل إيرانيّيْن اثنين منتميين للحرس الثوري.

توسيع نطاق العمليات

تُحَمِّل كلٌ من إيران والعراق، القوات الإسرائيلية المسؤولية عن تلك الانفجارات. ولا عجب في أن قادة إسرائيل تحدثوا عن هذا الاحتمال أيضًا. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي: “إيران ليست لديها حصانة، في أي مكان… سنتصرف – ونتصرف حاليًا – ضدها، حيثما اقتضى الأمر”.

نهاية الأسبوع الماضي، كان نتنياهو أكثر صراحةً في الإشارة إلى أن إسرائيل قد تكون متورطة في الهجمات، إذ قال في تصريح للقناة التاسعة بالتليفزيون الإسرائيلي عندما سُئل عما إذا كانت إسرائيل ستضرب أهدافًا إيرانية في العراق: “نحن نعمل، ليس فقط عند الضرورة. نحن نعمل في مناطق كثيرة ضد دولة تسعى لإبادتنا”. وأضاف نتنياهو: “بالطبع، أعطيتُ قوات الأمن مطلق الحرية وأوعزت إليها القيام بأي شيء ضروري لإحباط مخططات إيران”.

ففي الوقت الذي تحاول فيه إيران نقل أجزاء من بنيتها التحتية الدفاعية والهجومية الإقليمية لتصبح أكثر قربًا إلى أرض الوطن، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على مواقعها في سوريا، وتحسبًا لنزاع عسكري وشيك مع الولايات المتحدة، ربما تسعى إسرائيل الآن إلى حرمان الحرس الثوري الإيراني من القدرة على استهدافها من الأراضي العراقية.

وقال يوسي مانشاروف، الزميل الباحث في مركز إزري لدراسات إيران والخليج العربي التابع لجامعة حيفا الإسرائيلية، في تصريح: “نشرت إيران منصات إطلاق صواريخ ومصانع صواريخ في العراق كجزء من الاستعدادات لمواجهة عسكرية محتملة مع الولايات المتحدة وإسرائيل”. وأضاف مانشاروف: “بعض المعسكرات التي تعرضت للهجوم كانت المواقع التي قِيل إن الحرس الثوري الإيراني كان ينسق من خلالها عملياته في سوريا والعراق واليمن ولبنان”.

معظم المعلّقين في إيران والعراق يُوَجِّهون أصابع الشك والاتهام إلى إسرائيل، التي يعتقدون أنها تلقت مساعدة استخباراتية وعملياتية من القوات الأمريكية في العراق، واعتمدت إما على طائرات مقاتلة من طراز “إف-35″، ذات القدرات الضاربة طويلة المدى وميزات التخفي المتطورة، أو على طائرات بدون طيار عسكرية لتنفيذ الهجمات. وثمة احتمال ثالث يكمن في عمليات التخريب على الأرض، لكنها تبدو أقل ترجيحًا وسط تواتر الانفجارات وحجمها.

استجابة نارية

في أعقاب انفجار قاعدة بَلَد الجوية، أصدر الحشد الشعبي بيانًا ناريًا يدّعي فيه أن الولايات المتحدة سمحت لأربع طائرات إسرائيلية بدخول العراق إلى جانب القوات الأمريكية لشن الهجمات.

ووفقًا للبيان، الذي وقّعه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي جمال جعفر الإبراهيمي، المعروف باسم أبو مهدي المهندس: “نُعلن أن الكيان الأول والأخير المسؤول عما حدث هو القوات الأمريكية، وسنحاسبهم على كل ما يحدث من اليوم فصاعدًا”.

وفي أواخر يونيو الماضي، عقد كبار مستشاري الأمن القومي من روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل اجتماعًا ثلاثيًا – على مدى يومين في القدس – لمناقشة التطورات الأمنية الإقليمية، بما في ذلك الوجود العسكري الإيراني في سوريا والعراق.

وعلى الرغم من أن مستشار الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، بدا في صف طهران – الشريك الرئيسي لموسكو في الحرب الأهلية السورية – ضد محاولات الولايات المتحدة للضغط على إيران، فإن هناك مؤشرات على أن جميع الأطراف يمكن أن تتفق – على الأقل – على الحاجة إلى التصدي للسلوك الإيراني “المزعزع للاستقرار” في المنطقة بأكملها؛ ما يوحي بأن العمليات الإسرائيلية في العراق – بمساعدة أمريكية – قد تحظى بمباركة روسيا الضمنية كذلك. ومع ذلك وبشكل أكثر وضوحًا ستكون استراتيجية المواجهة الإسرائيلية مع إيران موضع ترحيب الدول المعادية للإيران.

 المشتبه بهم الآخرون

ردًا على الهجمات الدامية، وبشكل أكثر تحديدًا بعد الانفجار الثالث في قاعدة الصقر، بدأت حكومة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في فرض قيود أكثر صرامةً على “جميع الأطراف العراقية وغير العراقية” بشأن استخدام المجال الجوي للبلاد، وشمل ذلك سلاح الجو الأمريكي، الذي لا يزال يقوم بمهام قتالية ضد تنظيم “داعش” من الأراضي العراقية.

ووفقًا للقواعد الجديدة، فإن “الاستطلاع المسلح، والطائرات المقاتلة، والطائرات المروحية، والطائرات بدون طيار بكل أنواعها” تحتاج الآن إلى “موافقة حصرية من القائد العام للقوات المسلحة العراقية أو ممثّله المفوض”، مع اعتبار أي حركة طيران خلاف ذلك “معادية، وستتعامل معها الدفاعات الجوية فورًا”، ثم جاء الانفجار الرابع بالقرب من قاعدة بَلَد الجوية.

في حين التزمت طهران الصمت حتى الآن بشأن هذه الحوادث – إذا أكدت إيران مسؤولية إسرائيل عن القتلى الإيرانيين، قد تشعر بأنها مضطرة لاتخاذ إجراء لإنقاذ ماء الوجه – فقد يلجأ الحرس الثوري الآن إلى الرد بشكل غير مباشر، أو قد تزوِّد طهران وحدات الحشد الشعبي في العراق بقدرات دفاعية جوية لصد الضربات الإسرائيلية، بنفس الأسلوب الذي قِيل إنها نفذته في اليمن، بتزويد الحركة الحوثية بصواريخ أرض جو مضادة للطائرات بدون طيار الاستطلاعية والهجومية الأمريكية.

“هناك مشتبه بهم آخرون غير إسرائيل، مثل معارضي قوات الحشد الشعبي في الجيش العراقي أو الأمريكيين أنفسهم”، هذا ما قاله محلل استخباراتي تابع لقوات الحرس الثوري الإيراني من طهران. ومع ذلك، أضاف المحلل: “إذا استمرت الضربات وازدادت الخسائر في صفوف الإيرانيين، قد تعطي طهران ردًا محدودًا إما من خلال وكلائها أو باستهداف المواقع الإسرائيلية في مرتفعات الجولان”.

وتابع المحلل: “إيران لديها عتبة تسامح أعلى تجاه إسرائيل مقارنة بالولايات المتحدة. لأنه على عكس الولايات المتحدة، لا توجد نهاية يمكن تصوُّرها لعدائها مع النظام الإسرائيلي، لذلك تفضّل إيران التعامل مع إسرائيل مرة واحدة وإلى الأبد في الوقت المناسب، بدلًا عن الكَرّ والفَرّ هنا وهناك”.

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …