الشرق اليوم- يسود الهدوء الحذر كامل محاور الاشتباكات، في جبهات ريف حماة الشمالي الغربي وريف إدلب الجنوبي خلال اليوم الأول من تطبيق اتفاق الهدنة بالمنطقة “منزوعة السلاح”. مع جاهزية وحدات الجيش السوري للتعامل مع أي خرق أو أي تحركات معادية من قبل التنظيمات المسلحة.
وفي أحد المواقع المتقدمة للجيش السوري على جبهة ريف حماة الشمالي الغربي، قال قائد ميداني، إن “وحدات الجيش السوري التزمت بقرار القيادة السورية وقف إطلاق النار، وان عناصر الجيش والقوى الرديفة تتابع مهام الرصد والاستطلاع والحراسة على جبهات ريفي حماة وإدلب”.
وأكد على أن الجنود والوحدات القتالية ووحدات الاقتحام على أتم الجاهزية للتصدي لأي خروقات على الجبهات مع استعداد دبابات الجيش ومدفعيته وراجمات صواريخه للتعامل مع أي خرق من قبل المسلحين، لافتاً إلى أن منتسبي الجماعات المسلحة، شنوا خلال الأشهر الماضية هجمات شرسة على المناطق الآمنة والأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية وخاصة على بلدات كفرهود والجديدة ومحردة والسقيلبية، وقد تصدت لهم وحدات الجيش السوري ودحرتهم من المنطقة وأبعدت منصات مدفعيتهم وصواريخم بما وسع دائرة الأمان حول هذه البلدات، بعد توجيه ضربات حاسمة لمجاميعهم وقدراتهم.
وفيما يتعلق بالهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل نهاية الأسبوع الماضي، أوضح القائد الميداني، أن التنظيمات المسلحة شنت قبيل بدء سريان الهدنة عدة هجمات شرسة بالعربات المفخخة على منطقة حصرايا التي تمكن الجيش من تحريرها مؤخراً، “وقد تمكنا من صدها جميعا” قبل سريان الهدنة المشروطة بتطبيق اتفاق سوتشي، وقد وردتنا الأوامر بإيقاف الرمايات على معاقل المسلحين بريف حماة الشمالي وبريف إدلب الجنوبي”، مؤكداً أن الأمن والأمان سيعودان إلى كامل أراضي الجمهورية العربية السورية سواء بالبندقية أم بالسياسة.
وكان مصدر عسكري سوري أفاد في الساعات الأخيرة من الشهر الماضي بأنه تمت الموافقة على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب شريطة أن يتم تطبيق اتفاق سوتشي الذي يقضي بتراجع المسلحين، بحدود ٢٠ كيلومتراً بالعمق من خط منطقة خفض التصعيد وسحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وفي ذات السياق، رحبت الولايات المتحدة، الأحد، بنبأ إعلان وقف إطلاق النار في منطقة “خفض التصعيد” بمحافظة إدلب شمال- غرب سوريا، ودعت إلى اتخاذ إجراءات لإنهاء الهجمات على المدنيين والبنية التحتية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: أن “الولايات المتحدة ترحب بنبأ إعلان وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا، لكن الأهم من ذلك، هو وقف الهجمات على المدنيين والبنية التحتية”. كما عبرت وزارة الخارجية عن تقديرها لجهود تركيا وروسيا، وقالت بهذا الصدد: “نقدر بشدة الجهود التي تبذلها تركيا وروسيا، والعمل معا لاستعادة اتفاق وقف إطلاق النار الذي اتفقا عليه في سوتشي في سبتمبر 2018”.
وأكدت وزارة الخارجية، أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا وأنه من الضروري مواصلة المفاوضات في المحافل الدولية، بما في ذلك جنيف. وتعتبر تركيا، إلى جانب روسيا وإيران، الضامن لعملية السلام في سوريا، حيث يستمر النزاع المسلح من آذار 2011.