الرئيسية / الرئيسية / مترجم: حرب أمريكية مع الصين ليست في صالح واشنطن

مترجم: حرب أمريكية مع الصين ليست في صالح واشنطن

BY: John Bernard Pinatal, François Gere – Atlantico

الشرق اليوم- يعتبر الأميرال المسؤول عن القوات الأمريكية المنتشرة في قارة آسيا، فيليب ديفيدسون، بأن “الصين تشكل على المدى البعيد أكبر تهديد استراتيجي يحدق بالولايات المتحدة”.

تقدر ميزانية الولايات المتحدة العسكرية سنة 2020، بنحو 718 مليار دولار، وهي الميزانية العسكرية الأعلى في العالم أجمع، ما يجعل التفوق العسكري الأمريكي أمرا لا جدال فيه. وفي الآن ذاته، تواصل الصين في الرفع من قيمة ميزانيتها العسكرية، ما من شأنه أن يعزز من هيمنتها العسكرية مستقبلا. فالميزانية العسكرية يقع تقييمها وفقا للأهداف السياسية التي ترنو الدولة إلى تحقيقها، وبالنسبة لواشنطن، يتلخص هدفها في الحفاظ على مكانتها العالمية التي رسختها عقب سقوط الاتحاد السوفيتي.

تعيش الصين ضمن سياق يجعل منها مستهدفة، تحت تهديد القوة البحرية الأمريكية وميولات واشنطن في فرض حظر على النفط، وإجبار بكين على احترام العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على فنزويلا وإيران، مع العلم أن 85% من واردات الصين تُرسل عن طريق البحر. ويعكس هذا الوضع مخاوف المسؤولين الصينيين، الذين ضاعفوا الإنفاق العسكري.

الصين أعلنت في الخامس من مارس سنة 2019 عن تسجيل نمو بنحو 7.5% في ميزانية وزارة الدفاع، لتبلغ نحو 1.19 تريليون يوان، أي ما يعادل 177.6 مليار دولار، حيث حظيت القوات البحرية بالنصيب الأكبر.

حيث أن التقدم العسكري الصيني، بدأ يلوح منذ 15 سنة تقريبا، فمع تأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، كانت أولى مهامه تتمثل في حماية التراب الوطني، ولكن مسؤولياته كانت أكبر من قدراته، حيث كانت أغلب معداته قديمة، قبل أن يفرض التقدم الاقتصادي القوي للبلاد عملية إعادة تحديث للجيش. إذ كانت النفقات العسكرية الصينية مرفقة بارتفاع الناتج المحلي الإجمالي، كما استفاد الجيش من التطور التكنولوجي الذي شمل عدة قطاعات مهمة، على غرار المعلوماتية والاتصالات والمجال الكهرومغناطيسي والذكاء الاصطناعي وتقنية النانو. وساهم كل ذلك، مع التوسع الدبلوماسي، في جعل الصين ثاني قوة في العالم، كما أدى إلى تعزيز قوتها العسكرية البحرية، حيث أضحى للصين قواعد خارج حدودها، على غرار قاعدتها في جيبوتي، للإشراف على مناطق العبور البحرية الإستراتيجية.

ومع ذلك فالقوة العسكرية الصينية لا يمكن في الوقت الحاضر مقارنتها بالتفوق العسكري الأمريكي، حيث إن واشنطن تمتلك 12 حاملة طائرات، بينما تعد الصين في طور امتلاك اثنتين، كما تتفوق الولايات المتحدة عسكريا في عدد الغواصات البحرية وقاذفات القنابل والطائرات المقاتلة والأنظمة المضادة للصواريخ. بالإضافة إلى ذلك، تحظى واشنطن بعدد مهم من الحلفاء في منطقة المحيط الهادئ، على غرار اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا.

الصراع بين بكين وواشنطن يمكن أن يصبح شبيها بالصراع الباكستاني الهندي، اللذين دخلا في مواجهة منذ استقلالهما. فقد تواجهت كل من باكستان والهند بشكل مباشر، حتى قبل أن يمتلكا سلاحا نوويا، في ثلاث حروب خلفت آلاف القتلى. ومع نهاية فترة الثمانينات، أضحت باكستان والهند قوتين نوويتين، حيث تغير أسلوب المواجهة بينهما، واقتصر على مناوشات محدودة عبر مليشيات.

الأمريكيين تنتابهم مخاوف من التقدم العسكري لروسيا، التي تشكل بدورها تهديدا استراتيجيا. ولكن على الرغم من ذلك، تبقى الصين أقوى تهديد يثير هلع الخبراء العسكريين الأمريكيين، خاصة مع إيلاء بكين اهتماما كبيرا بميزانيتها العسكرية وتحديث معداتها. وكنتيجة لذلك، ستتنامى مخاوف الأمريكيين أكثر إذا ما تحالفت الصين مع روسيا ضد الولايات المتحدة.

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …