BY Ishaan Thaor – The Washington Post
الشرق اليوم- لم يعد أمام كلا من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والنظام الإيراني الكثير من الخيارات، ولهذا السبب فإنهما يقتربان شيئاً فشيئاً من حافة الحرب.
مع أن الطرفين يؤكدان أنهما لا يريدان المواجهة العسكرية، إلا أن سلسلة من التصعيد في الخليج ومناطق أخرى تقلل من مساحة المناورة للطرفين، فالبيت الأبيض متمسك باستراتيجية “أقصى ضغط” التي تهدف إلى خنق إيران اقتصاديا عبر العقوبات، ومنعها عن تصدير النفط، وفي الوقت ذاته، يقوم النظام الإيراني بضرب أهداف سهلة، كناقلات النفط التي تعبر مضيق هرمز، في وقت تلقي فيه اللوم على إدارة ترامب ونقضها لاتفاقية عام 2015، التي أدت إلى الأزمة الحالية.
يقول الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، في مقال كتبه في وقت سابق: “يعاقب الرئيس دونالد ترامب، إيران والمجتمع الدولي ليس لأنها انتهكت المعاهدة النووية، بل لأنها التزمت بالاتفاق الذي وافق عليه المجتمع الدولي”، وأضاف: “بخروجها من الاتفاقية النووية فإن إدارة ترامب تحركت ضد مبادئ الحوار والتعاون وبناء التحالف، ورفضت قضية السلام”.
يعزز المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون من مواقعهم، فقد دخلوا في حرب كلمات، ويقومون بنوع من السذاجة بفحص الخطوط الحمراء لكل طرف، وفي الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بالضغط على كل مؤسسة وشركة تتعامل مع إيران، تواصل إيران كفاحها للبحث عن خطوط جديدة وطرق للتخفيف من حدة العقوبات.
التوتر لا يزال في أوجه، خاصة عندما قامت وحدات من الحرس الثوري باحتجاز ناقلة النفط البريطانية “ستينا إمبيرو”، وهو تحرك تراه طهران انتقاما لاحتجاز ناقلة النفط “غريس وان” في مياه البحر المتوسط قرب جبل طارق، بتهمة انتهاك العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا.
أعلنت أمريكا في الأسبوع الماضي أنها أسقطت طائرة إيرانية مسيرة، ما نفاه قائد البحرية الإيرانية الأدميرال حسين خانزادي، الذي قال إن الطائرات الإيرانية المسيرة تراقب حركة السفن الأمريكية في الخليج كلها، تلاها زعم المسؤولين الإيرانيين أنهم فككوا خلية تابعة للمخابرات الأمريكية “سي آي إيه”، وهو زعم نفاه الرئيس ترامب.
يعلق الكاتب في ” Bloomberg news ” بوبي غوش، قائلا إن “احتجاز (ستينا إمبيرو) ليس مستغربا، وكان متوقعا أكثر من كونه مدهشا”، مشيراً إلى أن القراصنة الصوماليين قاموا باستخدام قوارب صيد صغيرة في السيطرة على ناقلات نفط أكبر حجما، وبأن الإيرانيين سيجدون أن المغامرات البحرية أغضبت العالم أكثر من تخويفه، وقال غوش إن هذه الأعمال هي “أقصى ما يمكن لإيران عمله ضد القوى الغربية”.
على ما يبدو أن ترامب وإدارته تورطوا مع إيران، وأجبروا نظاما في الزاوية على الرد. يقول مايك غيغليو في مجلة ” The Atlantic “، بأن “حملة ترامب (أقصى ضغط) نجحت في دفع القيادة الإيرانية للتصرف على أنها منحرفة دوليا، وهو دور أرادت واشنطن تأكيده منذ وقت طويل”، وأضاف: “إيران تحقق النبوءة بنفسها وبأنها الشرير على المسرح العالمي”.
هذا ليس ما تحدثت عنه إدارة ترامب عندما خرجت من الاتفاقية النووية، التي قالت إنها ليست كافية للحد من نشاطات إيران لبناء قنبلة نووية، ولم تتعامل مع تأثيرها المثير للفوضى في الشرق الأوسط، وبعد الخروج زادت إيران من مستوى تخصيب اليورانيوم وجهودها في المنطقة”. ترامب يواجه معضلة، فهناك أعضاء في داخل الحلقة المقربة منه وحلفائه من يريدون تغيير النظام في طهران، لكن الرئيس نفسه ليست لديه شهية لحرب جديدة، وراض بالحديث عن الغارة الصاروخية التي ألغاها، والسؤال هو عن المدة التي ستستمر فيها المواجهة الحالية قبل أن تنفجر إلى شيء خطير.
يقول الجنرال المتقاعد، ديفيد بترايوس، الذي شغل في منصب قائد القيادة المركزية الأمريكية، في تصريحات لشبكة “CNBC”: “ليس من الواضح لي ما هي سياستنا حول المشروع النووي والصواريخ الباليستية والنشاطات الخبيثة”.
إدارة ترامب تركت الخيارات كلها مفتوحة، والرئيس راض عن نتائج الاستراتيجية الحالية، وربما يكون هذا ليس صحيحا، فإدارة ترامب تواجه عقبة في الطريق، كما تقول سوزان مالوني من معهد “بروكينغز”.