BY: Conor Sutherland – The National Interest
الشرق اليوم- خوض الولايات المتحدة، أي حرب على إيران سوف يقضي على سوق الطاقة الأمريكية، والأمر يتطلب من إدارة الرئيس دونالد ترامب إجراء مراجعة للنفس فيما يتعلق بطريقة تفكيرها بشأن مصادر الطاقة برمتها.
تباطؤ الاقتصاد العالمي والزيادة الهائلة في معدلات الإنتاج بالولايات المتحدة، ساهما في كبح جماح أسعار النفط حتى الآن، في وقت تنشب فيه حرب تجارية بين أمريكا والصين، كما أن الأسواق أظهرت حساسية شديدة تجاه زيادة حدة التوترات بمنطقة الشرق الأوسط.
يوضح ساذرلاند في تعليقه على تحليل نشره المسؤول السابق في إدارة الرئيس باراك أوباما، إيلان غولدنبرغ، بشأن الكيفية التي ستبدو عليها الحرب مع إيران، أن “غولدنبرغ يرى أنه حتى الهجمات المعزولة بصواريخ قصيرة المدى أو هجمات إلكترونية قد ترفع أسعار النفط إلى مستوى ليس واردا حتى الآن، وهو 150 دولارا للبرميل”. ويتسائل الكاتب، تعليقا على انصراف غولدنبرغ إلى الحديث عن حرب مسرحها الشرق الأوسط: كيف ستندلع مناوشات من ذلك القبيل في الولايات المتحدة؟ وكيف ستبدو على وجه التحديد أسعار النفط بالنسبة للمستهلك الأمريكي؟.
قفزت أسعار النفط الخام في الأسواق المستقبلية، بنسبة تجاوزت 4% عقب الهجمات التي تعرضت لها ناقلات نفط في مضيق هرمز، وارتفعت أيضا الأسبوع الماضي بنسبة 6% إثر إسقاط الحرس الثوري الإيراني طائرة مسيرة أمريكية.
منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وشركاؤها، وفوا بالتزاماتهم بخفض الإنتاج، في حين تتباهى بعض الدول بتسجيلها معدلات التزام قياسية سعيا للحد من الإنتاج بأكثر مما اتفق عليه أصلا. ففي الوقت الذي يقترب فيه موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2020 أكثر فأكثر، فإن آخر ما يتطلع إليه ترامب هو ارتفاع في أسعار الغاز، خاصة في موسم الصيف، حيث يشتد الطلب على المنتجات البترولية.
ستمثل الحرب مع إيران مشكلة عويصة لسياسات الطاقة الأمريكية، وفي حال تعرضت المصالح الأمنية الأمريكية إلى خطر محدق بسبب تصرفات إيران الأخيرة في الشرق الأوسط فإنه لا ينبغي أن تحول المخاوف من حدوث أزمة طاقة داخل الولايات المتحدة دون الرد بقوة مناسبة. فنشوب حرب مع إيران سيمثل كارثة على سائقي السيارات الأمريكيين في ظل قدوم نحو 40% من النفط الخام في العالم من دول الأوبك، فعدم الاستقرار يجعل أميركا أقل أمانا.
قد يقرر “الحرس الثوري الإيراني أو حزب الله اللبناني”، أن الهجوم على المرافق الأمريكية في المنطقة يستحق المخاطرة، في حال تخوفت إدارة ترامب من احتمال أن يلحق ارتفاع أسعار النفط الضرر بفرص الرئيس في الفوز في انتخابات العام المقبل”.
كما أن غياب الردع قد يلحق أضرار بالمصالح الأمريكية، وأن تعرض أقرب حلفائها في المنطقة ربما يعرضها إلى الخطر أيضا. فالمغامرة العسكرية الإيرانية، قد تجبر ترامب على إعادة النظر في موقفه من المواجهة، وفي حال أرغمت الولايات المتحدة على الدخول في صراع مع إيران؛ فإن عليها أن تفعل ذلك من موقع قوة ولا ينبغي أن تثنيها اضطرابات أسواق الطاقة.
لذا فمن المرجح اقتناع إدارة ترامب بضرورة إعادة النظر في سياساتها الخاصة بالطاقة لمصلحة أمنها القومي وواقع الأسواق، وفي حال أخفقت إدارة ترامب في القيام بتلك الخطوة، وإذا ما اندلع صراع مع إيران فإن ذلك قد يقف دليلا على خطأ فادح آخر في الوجود الأمريكي الذي طال أمده في منطقة الشرق الأوسط.