بقلم: أمير بوخبوط – موقع “ويللا” الإسرائيلي
الشرق اليوم- ربما يشكل الهجوم الأخير على القاعدة العسكرية الإيرانية في العراق، جزءا من الرسائل الإسرائيلية السرية حول جاهزيتها للعمل الفوري، لأن أوساطا أمنية وعسكرية إسرائيلية حذرت في الآونة الأخيرة من نقل صواريخ باليستية من إنتاج إيراني إلى العراق، بما قد يهدد إسرائيل في المستقبل. فالخشية الإسرائيلية من إقامة مصانع إيرانية لإنتاج أسلحة دقيقة في العراق، داخل منطقة يصعب جمع معلومات أمنية فيها، كفيل بإيجاد ردود فعل عسكرية.
وقع الهجوم الأخير، على موقع “الشهابي” في محافظة صلاح الدين شمال بغداد في العراق، الجمعة، ورغم أنه بعيد جداً عن الحدود الأردنية، إلا أن الطائرات المهاجمة جاءت من هذه المنطقة ، وهاجمت القاعدة العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، التي تحوي صواريخ باليستية تم تهريبها من إيران إلى العراق عبر شاحنات تقل بضائع وأغذية، بالإضافة لتواجد أفراد من “حزب الله” اللبناني فيها .
في اليوم ذاته، نفت مصادر عسكرية بوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أي تورط لها في هذا الهجوم، في حين ضجت شبكات التواصل بتوجيه اتهامات إلى إسرائيل والولايات المتحدة بتنفيذ العملية، وتحدثت حسابات على “تويتر”، تتابع الوضع الميداني في الشرق الأوسط أن طائرات من طراز “F-35” تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي هي من نفذت الهجوم.
العديد من المصادر الشرق أوسطية، ربطت بين هذا الهجوم على هذه القاعدة، وكلام رئيس الحكومة ووزير الحرب الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته لأحد المواقع العسكرية الإسرائيلية في النقب، لحضور استلام طائرتين جديدتين من الطراز ذاته، قال إنها “قادرة على مهاجمة إيران”.
تحدثت أوساطا عسكرية، أن الطائرات الإسرائيلية أجرت في الآونة الأخيرة مناورات جوية في جزيرة كريت اليونانية، التي تبعد عن إسرائيل قرابة ألف كيلومتر، وتقترب من المسافة التي تقع فيها القاعدة الإيرانية التي هوجمت، لكن المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية حافظت على صمت مطبق تجاه هذه الأحاديث، ولم تعقب على ما حصل في العراق.
نقلت إسرائيل في الآونة الأخيرة رسائل للولايات المتحدة ودول أوروبية، مفادها أنه إن لم يتم وضع حد للتواجد الإيراني في العراق والذي يهدف لإنتاج صواريخ يستخدمها الحرس الثوري مستقبلا ليهدد بها إسرائيل، فإنها لن تبقى مكتوفة الأيدي، وستتدخل لمنع ذلك حتى بدون مشاورات سياسية مسبقة.
ما يزعج إسرائيل، أنه رغم النفوذ الكبير للولايات المتحدة في العراق، وتأثيرها الواسع على الحكومة هناك، لكنها لم تستطع منع التواجد الإيراني العسكري؛ لأن الإيرانيين نجحوا في السنوات الأخيرة بإقامة وتشكيل جماعات مسلحة منتشرة في العراق تابعة لها، وتحديدا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بقيادة قاسم سليماني.