BY: The Guardian
الشرق اليوم- حذرت افتتاحية الجارديان من المخاطر التي تقف أمام بريطانيا، بعد احتجاز إيران ناقلة النفط التي كانت ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز، الجمعة.
هذا يحدث في وقت تتجه فيه سفينة جلالة الملكة البريطانية في مياه صعبة، وفي ظل قبطان لا يمكن الثقة فيه، فرئيس الوزراء الجديد، الذي سيدخل يوم الأربعاء 10 داونينغ ستريت، كان أسوأ وزير خارجية في السنوات الأخيرة، والرجل الذي عبر عن حرصه الشديد لإرضاء إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
أسوأ الأخطاء التي ارتكبها بوريس جونسون فيما يتعلق بإيران، كان عندما زعم أن المعتقلة الإيرانية البريطانية، نازنين زغاري- رادكليف، كانت تقوم بتدريب الصحافيين، وليس كما قالت عائلتها دائما بأنها كانت تقوم بزيارة لها، لافتة إلى أنها لا تزال في السجن.
جونسون لم يتعلم من دروسه، إعادة الاطمئنان على المدى القصير قد تأتي من حقيقة أنه في حالة لم يتم التوصل إلى حل سريع، فإن هذه الأزمة ستجعل من الصعوبة استبدال وزير الخارجية الحالي جيرمي هانت، منافس جونسون على رئاسة الوزراء.
قصة “ستينا إمبيرو”، هي جزء من المواجهة الأمريكية الإيرانية التي تقوم بجر الآخرين إليها، وقد حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إيران من أن السيطرة على الناقلة أسهم في “دوامة التصعيد”، التي قد تقود إلى الحرب، وهذه الدوامة بدأتها أمريكا، التي اختارت الخروج من الاتفاقية النووية، التي كانت طهران ملتزمة بها، وبذلت واشنطن جهدها لتدمير اقتصاد إيران؛ في محاولة من ترامب لمحو إرث أوباما.
إيران تتعامل مع احتجاز ناقلة النفط البريطانية على أنه رد مماثل على احتجاز البحرية البريطانية لناقلتها قبل أسبوعين، وجاء هذا التحرك الإيراني بعد قرار محكمة في جبل طارق تمديد احتجازها لمدة شهر آخر.
تقول بريطانيا إنها تحركت بناء على طلب من حكومة جبل طارق، التي زعمت أن الناقلة انتهكت العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا، إلا أن الموقف القانوني ليس واضحا، والضغط الأمريكي أدى دورا، كما يبدو، في التحرك البريطاني، وعبر مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي دعا منذ فترة طويلة إلى تغيير النظام في طهران، عن فرحته من التحرك البريطاني، من خلال تغريدة على الإنترنت.
هناك أسبابا تاريخية تجعل من إيران غير واثقة في بريطانيا، وتعبر عن غضبها من أوروبا، التي لم تفعل شيئا لتخفيف العقوبات الأمريكية القاسية عليها، وهو ما هيأ المشهد للسيطرة على الناقلة البريطانية. إيران قامت بتقييم تحركاتها، لكن هل اتخذت ما يكفي من الحذر؟ فهي واثقة وبشكل خطير من عدم تحرك الرئيس الأمريكي نحو عملية عسكرية مكلفة وطويلة في الشرق الأوسط يدعو إليها بولتون، إلا أن ترامب كان قريبا من شن هجوم عسكري ألغاه في اللحظة الأخيرة، وزاد من الحشود العسكرية في منطقة الخليج.
بريطانيا تشعر بأنها بحاجة للوفاء بتهديداتها لإيران والعواقب الخطيرة، من خلال بعض الإجراءات العقابية، إلا أن النتيجة للمواجهة قد تكون عبر التفاوض الذي يؤدي إلى الإفراج عن السفينتين، وفي الوقت ذاته فإن بريطانيا تفكر بحماية سفنها في إحدى نقاط العبور الرئيسية في العالم، التي يمر منها ثلث إمدادات الطاقة، لكن موقف رئيس الوزراء المقبل قريب من موقف إدارة ترامب، ولا يتوافق مع محاولات الاتحاد الأوروبي الذي يريد الحفاظ على الاتفاقية.
ما يحدث في مضيق هرمز واحد من التحديات القادمة من بلد ضعيف يعبر المياه وحيدا ومحاصرا من إدارة أمريكية متقلبة، وقراره بالخروج من الاتحاد الأوروبي.