الشرق اليوم- كشف مجلس محافظة الأنبار، في بيان، عن انسحاب قوات التحالف الدولي، من قضاء الرطبة بشكل مفاجئ دون أسباب واضحة. وجاء في البيان أن رئيس اللجنة الأمنية بالمجلس المحلي لقضاء الرطبة، أبلغ بانسحاب قوات التحالف والفوج التكتيكي الموجودة في الرطبة بشكل مفاجئ، مبينا أن هذه الانسحابات تولد اهتزازا بمعنويات القوات الحكومية الموجودة داخل الرطبة. محذراً من تعرض الرطبة إلى هجمات مسلحة قادمة من المناطق الوعرة المحيطة بالقضاء.
العضو في مجلس محافظة الأنبار، عيد عماش، يقول: إن “القوة التي كانت تمتلك برجا لرصد ومراقبة تحركات تنظيم داعش، انسحبت من أطراف قضاء الرطبة دون معرفة الأسباب. هذا الانسحاب من الممكن أن يؤثر على عملية مراقبة ورصد عناصر التنظيم، ويسهل تحركاتهم رغم وجود القوات الأمنية العراقية في الرطبة، والتي تحتاج إلى تعزيز وتكثيف الجهود، لمنع أي تحرك لعناصر داعش، وسد أي فراغ أمني”.
وفي السياق ذاته، قال عضو مجلس محافظة الأنبار عن منطقة القائم والرطبة غرب العراق، كريم هلال الكربولي، إن “القوات الأميركية الموجودة في منطقة الرطبة، انسحبت بشكل مفاجئ ومعها الفوج التكتيكي العائد إلى قيادة شرطة الأنبار والذي يتولى حماية القضاء. هذا الانسحاب بدأ مفاجئاً تماماً، في وقت لا يزال فيه قائد عمليات الأنبار، اللواء الركن محمود الفلاحي، محتجزاً في بغداد على ذمة التحقيق في قضية مكالمة هاتفية (زعم أنها مع عميل للاستخبارات الأميركية لتسهيل استهداف الحشد الشعبي)؛ الأمر الذي أثر كثيراً على طبيعة الجهد العسكري في تلك المنطقة الحساسة و المتاخمة للحدود العراقية – السورية – الأردنية”.
وأشار الكربولي إلى أنه “لم تحدث منذ نحو أسبوعين أي عملية عسكرية نوعية في تلك المنطقة بسبب الإرباك الحاصل؛ الأمر الذي يمكن أن يرفع معنويات منتسبي تنظيم (داعش) الموجودين في مناطق قريبة من خط التماس مع القوات العراقية، ويقتنص الفرص للانقضاض متى ما سمحت لهم الظروف بذلك”.
“بدأ عناصر التنظيم عقب هذا الانسحاب المفاجئ، في توزيع منشورات على أهالي الرطبة، يهددونهم فيها في حال لم يتعاونوا معهم إذا ما دخلوا القضاء”. كما جاء على لسان عضو مجلس محافظة الأنبار، والذي دعا القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز القطعات العسكرية هناك، لأنه بخلاف ذلك؛ فإن كل الاحتمالات موجودة باتجاه حدوث انهيار أمني”.
من جهته؛ أكد عضو آخر في مجلس محافظة الأنبار، وهو عذال الفهداوي، أن “الفوج التكتيكي الذي انسحب ومعه القوة الفنية الأميركية من منطقة الرطبة إنما هو فوج متنقل ولا يستقر في مكان، لكن الأمر يتطلب تعزيز المنطقة بقطعات عسكرية محترفة، لأنها مناطق صحراوية شاسعة وتحتاج إلى تعامل عسكري من نوع خاص”، كما استبعد الفهداوي، إمكانية أن يقوم “الدواعش” بهجمات يمكن أن تغير المعادلة هناك”. مشيراً إلى أن “فوجاً من الطوارئ حل مكان هذا الفوج والقوة الأميركية الذين انسحبوا، وفي الوقت الذي نرى فيه أن هذا الفوج سوف يتولى حماية المنطقة؛ يبقى القلق مشروعاً من قبل الأهالي الذين يأملون في ألا تحدث انتكاسة أمنية جديدة في تلك المناطق”.
يذكر أن انسحاب القوة الأميركية والفوج التكتيكي من الرطبة، يتزامن مع استمرار المرحلة الثانية من عملية “إرادة النصر” في مناطق حزام بغداد، والتي أعلنت عنها قيادة العمليات المشتركة، في بيان، الأحد، حيث قالت إن انطلاق العمليات جاء بعد جمع معلومات استخبارية دقيقة من الاستخبارات في الجيش والحشد؛ بهدف إرسال رسالة اطمئنان إلى أهالي تلك المناطق”.