الشرق اليوم- نشرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية، تقريرا تحدثت فيه عن تأجيل الولايات المتحدة فرض عقوبات على تركيا لمدة أسبوع على الأقل، على خلفية وصول منظومة “أس 400” الروسية إلى تركيا.
واشنطن توعدت في وقت سابق باستبعاد الشركات التركية من قائمة الشركات المصنعة لقطع غيار أحدث الطائرات المقاتلة من طراز “أف 35″، فضلا عن رفض تزويدها بأكثر من 100 طائرة من هذا النوع. ومع ذلك، يعتقد الكونغرس الأمريكي أن هذه التدابير غير كافية، داعيا دونالد ترامب إلى تطبيق القانون المتعلق بالتأشيرة، وفرض عقوبات مالية ضد السياسيين الأتراك.
في 14 يوليو الجاري، قامت وزارة الدفاع الروسية بتسليم معدات إلى تركيا من نظام الدفاع الجوي “أس 400”. ومن المتوقع نشر هذه المنظومة في أكتوبر من السنة الجارية. على صعيد آخر، تُنتج تركيا حاليا حوالي 844 قطعة من مقاتلات “أف 35″، بما في ذلك مكونات من جسم الطائرة فضلا عن المحركات.
البنتاغون أعلن عن بدأ البحث عن شركات أخرى مصنعة لقطع غيار مقاتلات “أف 35”. ومن جهته، صرح وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة مارك اسبر، أنه أبلغ نظيره التركي خلوصي أكار، بأن “موقف واشنطن المتعلق بمقاتلات “أف 35” لم يتغير”، بينما ارتأى التحفظ على التفاصيل الأخرى للمحادثة التي استمرت حوالي نصف ساعة.
أما وزارة الدفاع التركية، فقد أفادت بأن امتلاك المنظومة الروسية أمر ضروري، ولا يعتبر مجرد نزوة، لاسيما أن أنقرة في حاجة إلى الدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات التي تحوم في سمائها. علاوة على ذلك، أشار وزير الدفاع التركي إلى أن اقتراح بلاده المتعلق بإنشاء مجموعة عمل مشتركة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لحل الخلافات بشأن المنظومة الروسية، لا يزال ساري المفعول.
تقول وكالة “الأناضول” التركية، أنه يجب على الفريق التقني دراسة التأثير المتبادل المحتمل للأنظمة الروسية ومقاتلات “أف 35”. بالإضافة إلى ذلك، أكد آكار ضرورة مواصلة تنفيذ مشروع “أف 35″، مشيرا إلى أن تدهور العلاقات الثنائية لن يفيد الولايات المتحدة أو تركيا أو الناتو.
إلى جانب ذلك، تطرق وزير الدفاع الأمريكي ونظيره التركي خلال المحادثة التي جمعت بينهما إلى الشأن السوري. وعلى خلفية هذه المحادثة، تقرر إرسال وفد أمريكي على وجه السرعة إلى أنقرة هذا الأسبوع للتفاوض حول إنشاء منطقة أمنية في شمال سوريا.
تركيا تعد حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في حلف
شمال الأطلسي، حيث تشارك في مهمة حفظ السلام ودعم القرار بقيادة الناتو في
أفغانستان، التي تضمن أمن مطار كابول الدولي، فضلا عن تقديم دعم كبير لبعثات
الناتو في العراق، لاسيما أن مقر القوات البرية المشتركة لحلف الناتو يوجد في
إزمير.
في
شأن ذي صلة، وكجزء من مشروع الدرع الصاروخي لحلف الناتو، تم نشر رادارات في منطقة
كوريجيك، بينما تتمركز طائرات الاستطلاع في مدينة قونية التركية، علما أن الجيش
الأمريكي يستخدم قاعدة إنجرليك الجوية التركية منذ عقود.
دونالد ترامب دعا أنقرة في
السابق إلى تطوير التعاون في مجال الدفاع مع الولايات المتحدة، معربا عن استعداده
للقيام بزيارة إلى تركيا، ما يشير إلى أن واشنطن لن تسلط عقوبات ضد تركيا. والجدير
بالذكر أن هذه الدعوات كانت على هامش اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي ونظيره
التركي في قمة مجموعة العشرين.
ومع
ذلك، قد يضطر دونالد ترامب إلى اتخاذ تدابير ضد أنقرة. من هذا المنطلق، ذكرت وكالة
“بلومبيرغ نيوز” نقلا عن مصادرها الخاصة، أن الإدارة الأمريكية تعد
مجموعة من العقوبات معلنة عن اتخاذ تدابير ملموسة قبل نهاية هذا الأسبوع.
ووفقا لمصادر تركية، أجلت واشنطن الإعلان عن العقوبات رغبة منها في عدم تزامن ذلك مع ذكرى محاولة الانقلاب الفاشلة التي عاشتها تركيا، التي تتهم الولايات المتحدة بتورطها في الأمر، ما دفعها إلى عقد صفقة “إس 400”. وفي نهاية الأسبوع المنقضي، دعا ممثلو الحزب الجمهوري والديمقراطي، الذين يرأسون لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، البيت الأبيض إلى تطبيق قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات.
وفي شأن ذي صلة، صرح النائب الديمقراطي إليوت إنجيل: “لقد حذرنا تركيا والرئيس أردوغان من أن الاتفاق بشأن منظومة الدفاع الروسية “إس 400″ يمكن أن يؤثر بشكل خطير على العلاقات الأمريكية التركية”.
في الختام، فإن تطبيق قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات ضد تركيا، يهدد بالحجز على أصول وممتلكات رجال الأعمال الأتراك في الولايات المتحدة، فضلا عن حرمانهم من الدخول إلى الأراضي الأمريكية، وهو ما سيقوض العلاقات بين الحلفاء.