صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية
الشرق اليوم- كلما اشتد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران واقتربا من قرع طبول الحرب، تعود الأجواء للهدوء من جديد. إن هدوء الأوضاع لن يردع طهران من مواصلة استفزاز واشنطن، ولكن هذه المرة ليس في مضيق هرمز وإنما من خلال حلفائها الشيعة في كل من اليمن والعراق. ولا تزال إيران مصرة على بعث رسائل ضمنية للولايات المتحدة ردا على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي.
يقول المحلل السياسي، عباس أصلاني، أن إيران “كانت تنتظر ردا عسكريا من الولايات المتحدة بعد إسقاط طائرتها المسيّرة، ولكن لم يحصل شيء”. من جهته، نوّه الخبير المختص في الشأن الإيراني في جامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا، فانسان إيفينغ، بأن “تقديم الإجابة المناسبة ليس أمرا سهلا بالنسبة للإيرانيين”.
وبالنسبة للخبير في الشأن الإيراني الألماني من أصل إيراني، عدنان طباطبائي، فإن إيران راضية إلى حد الآن عن تحركاتها، حيث أثبتت أن الحرس الثوري قادر على تدمير طائرة أمريكية مسيّرة حديثة (كلف صنعها 123 مليون دولار) بصاروخ محليّ الصنع. كما أثبت نظام الملالي لشعبه أنه قادر على مجابهة أي اختراق أجنبي.
بثّ التلفزيون الحكومي الإيراني، صباح الجمعة، لقطات تظهر حطام الطائرة الأمريكية المسيّرة. وفي حين تزعم واشنطن أن طائرتها من طراز “آر كيو-4 غلوبال هوك” لم تحلق فوق الأراضي الإيرانية، تؤكد طهران العكس.وفي هذا السياق، أكد دبلوماسي غربي أن “مسافة 24 كيلومتر، فقط كانت تفصل بين مواقع الهجوم الأمريكية في الشرق الأوسط وإيران”. وقبل إسقاط الطائرة المسيّرة، أكدت طهران أنها قد أصدرت تحذيرين إلى واشنطن. في المقابل، أعلمت إيران سويسرا، التي تمثل الولايات المتحدة في إيران، بأن الأمريكيين يتحملون مسؤولية أي تصعيد.
ووفقا لفانسان إيفينغ، فإنه في حال قررت واشنطن توجيه ضربة عسكرية، “فمن المرجح أن يخلف ذلك عواقب وخيمة أبرزها انسحاب إيران من الاتفاق النووي، وإعادة طهران إطلاق برنامجها النووي، وتعزيز مكانة الحرس الثوري في اتخاذ القرارات في البلاد، إلى جانب تكثيف أنشطة إيران الباليستية في الشرق الأوسط، هذا بالإضافة إلى استهداف إيران للمصالح الأمريكية في المنطقة”.
من المنتظر أن نشهد خلال الأسابيع المقبلة عمليات تصعيد جديدة بين الطرفين. ومن خلف الكواليس، تتحرك بعض البلدان العربية لعقد مؤتمر دولي من أجل تخفيض التصعيد بين البلدين وتحقيق سيطرة أفضل على مرور النفط عبر مضيق هرمز وإطلاق عملية سياسية إقليمية.