بقلم: أفرايم عنبار – صحيفة إسرائيل اليوم
الشرق اليوم- تواجه إسرائيل جملة تهديدات أمنية متزايدة في الآونة الأخيرة تتطلب منها أن تكون على جاهزية تامة لمواجهة سيناريو الحرب الشاملة، وهو الامتحان الأكبر للمجتمع الإسرائيلي، رغم أنها دولة قوية ووضعها الاستراتيجي أفضل من أي وقت مضى، ومع ذلك فما زالت تواجه تحديات على أمنها.
الأزمة مع إيران قد تتوج بمواجهة عسكرية شاملة معها ومع أذرعها في المنطقة، وفي حال حصل ذلك فإننا سنكون أمام سيناريو استهداف الجبهة الداخلية والبنى التحتية، وإسرائيل قد تجد نفسها وسط نزاع مستمر على المدى المنظور مع الفلسطينيين.
التحدي الأكثر أهمية أمام الحكومة الإسرائيلية هو الحفاظ على وحدة المجتمع وجاهزيته لمواجهة ظروف صعبة قد تنتج بيئة معقدة، لأن هذه الوحدة الداخلية الإسرائيلية لها أهمية في أوقات الهدوء، لما لها من تبعات على ميزان الردع أمام العدو، فالردع لا يقوم فقط على معايير عسكرية فحسب، وإنما الحسم في استخدامها وقت الحاجة، والأهم مما تقدم القدرة على تحمل الآلام والمعاناة التي تتكبدها الجبهة الداخلية.
وأكد عنبار، رئيس مركز القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية، أن “السلام في المنطقة لم يتحقق بعد، ما يعني أن استمرار الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي بصورة عميقة، أو وجود انفصال بين المستويين السياسي والعسكري، أو بينهما وبين الرأي العام يمس بصورة سلبية بتنفيذ السياسة الوطنية، ويشجع الخصم والعدو على زيادة جهوده لتشويش آليات اتخاذ القرار الإسرائيلي، ما يزيد من تعرض الجبهة الداخلية للتهديدات النارية”.
دروس الحروب الإسرائيلية في العقود الأخيرة تعطي تحذيرا لمتخذي القرارات المنفعلة في إسرائيل: السياسيين والعسكريين، الذين قد يحققون مكاسب سياسية آنية مؤقتة، ما يزيد من الفجوة داخل المجتمع الإسرائيلي.
فالخروج إلى حرب لبنان الأولى في 1982 رافقه دعم شعبي كبير في البداية، لكنه تراجع مع مرور الوقت، في حين أن اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين 1993 أسفر عن انقسام إسرائيلي كبير، في حين أن الدعم الشعبي لحرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014 وصل إلى 85 بالمئة، ما أشار إلى وجود إجماع جماهيري وغطاء كامل على أي قرارات تعني أنه لا خيارات أمام الدولة إلا الذهاب لهذا القرار.
يجب المحافظة على الانسجام الداخلي، حتى لو شمل وضع قيود أو محددات أمام صناع القرار الإسرائيلي من أجل الحفاظ على الشرعية الداخلية والغطاء الدولي، ما يتطلب من الحكومة التي سيتم انتخابها في سبتمبر القادم أن تجتهد في توفير كتلة برلمانية واسعة قدر الإمكان، والتوقف عن شيطنة الخصوم داخل الحلبة السياسية والحزبية.
واختتم الكاتب بضرورة “التعامل الإسرائيلي مع خطة ترامب انطلاقا من وجود توافقات وطنية إسرائيلية داخلية، والحذر من القيام بأي خطوات أحادية الجانب ليس عليها إجماع إسرائيلي، كما أن استخدام القوة يجب أن يكون في منتهى الحذر، بحيث يبدو آخر الخيارات للحفاظ على أمن الدولة”.