الشرق اليوم- نشرت صحيفة “غازيتا” الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تنامي حدة الصراع بين واشنطن وطهران، رغم تأكيد كليهما عن عدم الرغبة في خوض حرب ضد الطرف الثاني.
تعرضت إحدى السفن التابعة للقوات البحرية الأمريكية، المتواجدة قبالة السواحل الإيرانية مؤخرا إلى هجوم من قبل غواصة إيرانية، أو مركبة جوية من دون طيار. في المقابل، زعم القادة الإيرانيون بعد ساعات قليلة من الحادث أن الأمر لم يكن هجوما متعمدا. ومع ذلك، يخفي قادة البحرية الإيرانية صورة حقيقية للأحداث عن المجتمع الدولي.
بدأت القوات المسلحة الأمريكية في القيام بردة فعل، وشن السلاح الجوي والبحري في المقام الأول ضربات على مواقع إطلاق الصواريخ الإيرانية المنتشرة على طول الساحل الجنوبي الإيراني، ردا على تصرفات إيران. ويتمثل الهدف الرئيسي من هذه الضربات الصاروخية والجوية في منع قيام طهران بأعمال انتقامية محتملة ضد القوات الأمريكية. والجدير بالذكر أن الصراع المسلح بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى، لا يزال يعتبر محتملا، لا سيما في ظل احتدام التوتر بين واشنطن وطهران.
الولايات المتحدة بصدد إرسال المزيد من القوات والأسلحة والمعدات العسكرية إلى المنطقة، كما شرع أعضاء في البنتاغون، إلى جانب كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية، في البحث عن كثب عن النتائج المترتبة عن الصدام المسلح. ومن المرجح أن تؤدي قدرات إيران إلى تقويض قدرات الخليج العربي في الوصول إلى السفن الحربية البحرية الأمريكية. وستشكل مواقع إطلاق منظومات الصواريخ المضادة للطائرات وأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية خطرا كبيرا على طياري القوات الجوية الأمريكية.
فضلا عن ذلك، ستهدد ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية المنشآت العسكرية الأمريكية في كامل منطقة القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية.
أنشأت إيران في الآونة الأخيرة مجموعة واسعة من الصواريخ، انطلاقا من صاروخ شهاب الباليستي، الذي يصل مداه إلى 300 كيلومترا، وصولا إلى صواريخ سومار من طراز كروز، الذي يصل مداه إلى 2500 كيلومتر، والذي يمكن أن يضرب أهدافا متواجدة في الخليج العربي وإسرائيل ومصر وأفغانستان ومناطق أخرى في جنوب وشرق أوروبا.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا أحد في الولايات المتحدة في الوقت الحالي يؤيد وجود احتلال واسع النطاق، شبيه بذلك الذي عانى منه العراق سنة 2003. ومن هذا المنطلق، يحذر العديد من الخبراء من توهم أن الغزو العسكري الشامل بقيادة الولايات المتحدة سيجبر الإيرانيين على الإطاحة بنظامهم وتحويل إيران إلى حليف أمريكي.
يمكن لنقاط العبور الرئيسية على غرار قناة السويس ومضيق هرمز، أن تشهد هجمات إرهابية ينفذها انتحاريون، كما ستكتظ مياه المحيط الهندي القريبة من اليمن بالألغام البحرية، الأمر الذي سيجعل التنقل البحري في هذه المنطقة بمثابة عملية انتحارية.
في المقابل، سيبث قادة الولايات المتحدة وإيران خطابهم الحربي عبر جميع وسائل الإعلام المتاحة لهم. علاوة على ذلك، ستعمل الولايات المتحدة على احتلال بعض المواقع من أجل القتال فيها أو الانتقال إلى قواعد محصنة في الدول الحليفة لها وتنفيذ هجمات إلكترونية.
ستستخدم طهران بدلا من المواجهة المباشرة مع البحرية الأمريكية، سربا كاملا من القوارب الصغيرة والمركبات الجوية دون طيار والألغام البحرية لمواجهة الأسطول الأمريكي، خاصة في أماكن مثل مضيق هرمز، الممر الرئيسي الذي يربط الخليج العربي بخليج عمان.
بالإضافة إلى ذلك، تعد غواصة “فاتح الخارقة” التي تم تصنيعها في إيران واحدة من التهديدات التي تواجه البحرية الأمريكية. إلى جانب ذلك، تمتلك إيران غواصات صغيرة قادرة على العمل تحت الماء، حيث سيكون من الصعب اكتشافها باستخدام السونار. وفي حال تسببت البحرية الإيرانية في إلحاق ضرر ضئيل بالبحرية الأمريكية، فسيكون ذلك بمثابة انتصار على الولايات المتحدة، وذلك بحسب ما توصل إليه خبراء.
ستلعب القوات البرية الأمريكية، دورا حيويا في أي صراع في المنطقة، دون أن تخطط بشكل مباشر لغزو إيران. كما أن إمكانية تواجد ناقلة الجنود المدرعة “سترايكر” و”أم1 أبرامز”، وسيارة “هامفي” في الصحراء الإيرانية، تعد أمرا شبه مستحيل.
وعلى صعيد آخر، يجب على الولايات المتحدة حماية منشآتها فضلا عن المنشآت التابعة لحلفائها من الصواريخ الإيرانية ومن الجماعات الموالية لها التي ستهاجم قواعد أعدائها في سوريا والعراق والسعودية والكويت.
ستختلف أي حملة جوية تشنها الولايات المتحدة ضد طهران، عن العمليات السابقة لسلاح الجوي الأمريكي، وذلك نظرا لأن الدفاع الجوي الإيراني يعد أكثر حداثة من أجهزة دفاع خصوم الولايات المتحدة السابقين. ولضرب أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات والرادار الإيراني، يتعين على الولايات المتحدة إما تدميرها أو تعطيلها خلال نشوب حرب إلكترونية. وبشكل عام، من أجل قصف إيران، تحتاج الولايات المتحدة إلى استخدام طائرات غير مرئية تمكنها من تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الروسية من طراز “إس 300” ومنظومة “باور 373 الصاروخية”.
وأوضحت الصحيفة أنه خلال الحرب الافتراضية ضد طهران، ستعتمد القوات الجوية الأمريكية على مقاتلات من طراز “نورثروب غرومان بي 2 سبيرت” فضلا عن القاذفات الاستراتيجية. ومن أجل إخضاع إيران، ستضطر الولايات المتحدة إلى إجراء عملية جوية واسعة النطاق تستخدم خلالها قواتها الجوية والبحرية في آن واحد.
من المرجح أن يشن سلاح الجو الأمريكي حملة جوية تشبه “العاصفة في الصحراء” ضد طهران. وفي هذا الصدد، وفي ظل حدوث هذا السيناريو يعتقد خبراء إيرانيون أن جميع الإيرانيين بما في ذلك المعارضة، سيقدّمون الدعم لقادتهم في الحرب ضد العدو الخارجي.