الشرق اليوم- أدت أبرز أسيرات تنظيم “داعش” دوراً كبيرا في تعقب زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، وساعدت في تحديد الأماكن التي اختبأ فيها، وحددت في بعض الأوقات موقعه بالضبط في الموصل. أم سياف شخصية مثيرة للجدل، ومتهمة بالمشاركة في جرائم التنظيم، بما فيها استرقاق عاملة الإغاثة الأمريكية المختطفة كايلا مولر، وعدد من النساء الأزيديات.
رفضت أم سياف، البالغة من العمر 29 عاما، في البداية التعاون مع المحققين، لكنها بدأت في أوائل عام 2016، بالكشف لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA والاستخبارات الكردية عن معلومات سرية حساسة للغاية حول التنظيم وزعيمه، ساعدت في جهود ملاحقة البغدادي، جولات استجوابها استغرقت ساعات، فيما بدأت في النظر إلى الخرائط الموضوعة على الطاولة أمامها مع الأمريكيين، “وكانوا مؤدبين ويرتدون ملابس مدنية.. أطلعتهم على كل شيء”.
وجدت الاستخبارات الأمريكية والكردية في أم سياف مصدرا مهما للمعلومات عن شخصية البغدادي، وأكدت أم سياف للصحيفة أنها التقت مرارا وتكرارا البغدادي؛ لأنها زوجة أحد أهم مسؤولي التنظيم، وحضرت تسجيل البغدادي خطابات دعائية لعناصر التنظيم، وقالت إن البغدادي كان يسجل خطاباته “جالسا في غرفتنا في التاجي (بلدة في وسط العراق). كان زوجي قائدا فكان البغدادي يزورونا بشكل دائم”.
مسؤولين أكرادا أكدوا أنهم كانوا في فبراير 2016 يوشكون على القبض على البغدادي، حيث كشفت أم سياف عن منزل في الموصل يعتقد أنه كان يختبئ فيه، لكن المسؤولين الأمريكيين قرروا الامتناع عن استهداف المنزل لوقوعه بمنطقة مكتظة بالمدنيين. تقول أم سياف: “أخبرتهم عن مكان المنزل.. كنت أعلم أنه هناك؛ لأنه كان واحدا من البيوت التي وفرت له، والذي كان يحبه”.
رجحت أم سياف أن البغدادي يوجد الآن في العراق، لشعوره دائما بالأمان هناك، خلافا لسوريا، حيث كان يحضر إلى سوريا لقضاء أمر ويعود، وقالت: “آخر مرة سمعت عنه أنه كان يريد الذهاب إلى القائم و البوكمال، وكان هذا قبل وقت طويل”.