بقلم: سيرغي ستروكان – كوميرسانت الروسية
الشرق اليوم- كتب سيرغي ستروكان، “تتجه نحو شواطئ إيران مجموعة سفن أمريكية هجومية على رأسها حاملة الطائرات أبراهام لنكولن، وعليها القاذفات. أعلن ذلك مستشار ترامب للأمن القومي، جون بولتون، واصفا الخطوة باستعراض القوة التي لا ترحم، أمام طهران”. وأضاف الكاتب، “يتزامن استعراض العضلات في الخليج مع تشديد العقوبات الأمريكية نحو حظر كامل على شراء النفط الإيراني وحرمان طهران من فرصة تطوير برامج نووية حتى تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فبعد عام من انسحاب واشنطن، بصورة أحادية، من الاتفاقية النووية مع طهران، تتعرض إيران لأكبر ضغوط عسكرية وتجارية واقتصادية أمريكية”.
وكان ترامب، وضع بإعلان البرنامج الجديد لردع إيران، في الثامن من مايو/ أيار من العام الماضي، الجمهورية الإسلامية في معضلة صعبة: إما تلبي المطالب الأمريكية الشديدة الصارمة أو تعود إلى وضع “الدولة المنبوذة” مع عزلة دولية.
كانت قائمة المطالب التي وضعتها الإدارة الأمريكية الحالية لطهران طويلة، وعلى رأسها تخلي إيران عن تطوير برامج الصواريخ ونقلها إلى دول ثالثة. فإذا ما رفضت، تواجه مشاكل “لم تواجهها من قبل”.
وبالفعل، فبمرور عام على حرب العقوبات الشاملة ضد طهران، تمكنت واشنطن من سحب جزء كبير من البزنس الغربي من السوق الإيرانية وتوجيه ضربة جدية للقطاعات الرئيسية في الاقتصاد الإيراني، بما في ذلك الطاقة والبتروكيماويات والقطاع المالي.
على هذه الخلفية، تحاول طهران إظهار قدرتها على اتخاذ قرار وتعلن عزمها على البحث عن طرق لمواصلة التعاون في مجالات الطاقة والذرة والتجارة والاقتصاد مع دول لا تدعم العقوبات الأمريكية.
إلا أن الضغط المتزايد على طهران استدعى عدم رفضا لإجراءات الولايات المتحدة من قِبل لاعبين عالميين بارزين، بمن فيهم حلفاء واشنطن الأوروبيون. فالبيان المشترك لرئيسة دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، الذي عُمم السبت، عبّر عن الأسف حيال خطوات واشنطن الأخيرة لتشديد العقوبات ضد إيران.