الرئيسية / عام / ملف: زيارة حسن روحاني إلى العراق

ملف: زيارة حسن روحاني إلى العراق

الشرق اليوم– قام الرئيس الإيراني حسن روحاني، بزيارة إلى العراق، يوم الإثنين الماضي، استمرت ثلاثة أيام التقى خلالها رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي، والمرجع الديني الأعلى، آية الله السيد علي السيستاني، وعدد آخر من الشخصيات السياسية والاجتماعية.

اليوم الأول للزيارة.

وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني، الإثنين، إلى بغداد، والتقى رئيس الجمهورية برهم صالح، وقال روحاني خلال مؤتمر صحفي مشترك: “إن العلاقات بين إيران والعراق خاصة جداً، وإن هدف الزيارة، هو تعزيز العلاقات الثنائية والتبادل التجاري بين البلدين”.

وأضاف “وقفنا إلى جانب الشعب العراقي في الأيام الصعبة، والآن نعود ونقف إلى جانب الشعب العراقي خلال أيام السلام والأمن التي ينعم بها العراق”، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية.

وأكد روحاني أن العلاقة بين إيران والعراق “لا يمكن مقارنتها بدولة محتلة مثل الولايات المتحدة، فالقنابل التي أسقطها الأمريكيون على العراقيين والشعب السوري وبلدان أخرى في المنطقة لا يمكن أن تُمحى من الذاكرة، وسيبقى الموقف الأخوي الإيراني تجاه بلدان المنطقة في الأذهان”.

من جانبه، قال الرئيس العراقي إن زيارة روحاني إلى بغداد “مهمة جداً وتأتي في ظروف مهمة أيضاً، ونأمل أن تكون محطة مهمة لتوطيد علاقاتنا الاقتصادية والتأكيد على المشتركات بيننا أمنياً وسياسياً واقتصادياً ومن حيث رؤيتنا لعموم المنطقة”.

وتابع برهم صالح بالقول، إنه “لا يمكن للمنطقة أن تستقر من دون منظومة إقليمية اقتصادية سياسية أمنية تضم إيران”.

واعتبر صالح أن الانتصار الذي تحقق ضد داعش هو انتصار مهم لكنه غير مستكمل، وأن استئصال الفكر المنحرف يتطلب جهدا وتعاونا إقليما مستداما”.

وأضاف أن “الأمن المشترك بيننا وبين إيران ودول المنطقة يتطلب المزيد من التعاون للتصدي لعودة الإرهاب مجددا في منطقتنا”.

وأكد رئيس الجمهورية أن “العراق محظوظا بجيرانه الإيرانيين والأتراك وامتداده العربي، وعسى أن يكون العراق عاملاً يساعد في لمّ شمل المنطقة”.


وأُلحق هذا اللقاء بمؤتمر صحفي، أعلن فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي عن عقد اتفاقية مٌشتركة بإلغاء رسوم تأشيرات الدخول بين البلدين، ابتداء من أبريل المقبل، والتوصل إلى التوافقات اللازمة بشأن الربط السككي بين “شلمجة” و”البصرة” بطول 35 كم”.

وأشار إلى أن إيران تزود العراق بالكهرباء والغاز اللازم، وأضاف، “لقد أعلنا استعدادنا لتصدير المزيد من الكهرباء إلى العراق”. وفيما يخص المجال المصرفي، صرح الرئيس روحاني بأنه تم التأكيد على التنفيذ السريع للاتفاقيات التي تم التوصل إليها سابقا بين البنكين المركزيين الإيراني والعراقي.

كما أشار الرئيس الإيراني إلى عدد من المجالات الأخرى للتعاون ومنها بشأن التعريفة الجمركية ومكافحة الغبار العالق والعواصف الترابية والتعاون في نهر اروند، وكذلك التعاون العلمي والجامعي والتكنولوجي.

واتفقا الجانبين خلال زيارة روحاني على تنفيذ اتفاقية الحدود وحسن الجوار الموقعة بين البلدين في الجزائر في عام 1975، والتي ألغاها الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، كما  قرر الطرفان البدء بعمليات مشتركة لتنظيف وكري شط العرب بهدف إعادة قناة الملاحة الرئيسية “التالوك”وفق اتفاقية 1975 المذكورة والبروتوكول المعني بذلك في أسرع وقت ” وذلك بحسب بيان صادر عن موقع الرئاسة الإيرانية ومكتب رئاسة الوزراء العراقية .

اليوم الثاني للزيارة.

التقى الرئيس حسن روحاني برئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وبحث الطرفان مستقبل العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين الجارين، كما تمت مناقشة الوضع الإقليمي والتحديات التي تواجهها المنطقة”.

وأكد المالكي “إمكانية أن يلعب العراق وإيران دوراً مهماً في دعم وإرساء الاستقرار في المنطقة”، داعيا إلى “المزيد من التعاون والتنسيق بين الجانبين على مختلف الأصعدة، ولاسيما في مجالي السياسة والاقتصاد “.

اليوم الثالث للزيارة.

التقى المرجع الديني الأعلى آية الله السيد علي السيستاني، بالرئيس الإيراني حسن روحاني في مدينة النجف الأشرف، مُبدياً ترحيبه بأي خطوة في سبيل تعزيز علاقات العراق بجيرانه وفقاً لمصالح الطرفين وعلى أساس احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.

وأشار السيستاني إلى “أهم التحديات التي يواجهها العراق في هذه المرحلة وهي مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة وحصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها الأمنية”، وأعرب عن “أمله أن تحقق الحكومة العراقية تقدماً مقبولاً في هذه المجالات”. وشدد على “ضرورة أن تتسم السياسات الإقليمية والدولية في هذه المنطقة الحساسة بالتوازن والاعتدال، لتجنِّب شعوبها مزيداً من المآسي والأضرار”.


التعليقات على الزيارة.

أعلن الممثل الأمريكى الخاص لإيران، برايان هوك، أنه من المهم أن يتساءل العراقيون عن دوافع زيارة الرئيس الإيرانى إلى العراق، وقال فى تصريح لقناة “الحرة”الأمريكية: “تريد إيران فتح طريق عسكري سريع عبر شمال الشرق الأوسط، يمكن استخدامه من قبل الحرس الثوري لنقل الصواريخ والأسلحة والمقاتلين، فإيران تريد تحويل العراق لِمحافظة إيرانية”.

وقال رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، إحسان الشمري،  في تصريح “لروسيا اليوم”: “إن إيران تستغل الاستثناءات الأمريكية للعراق للالتفاف على عقوبات واشنطن عليها، وإن طهران تنتظر مزيداً من الاستثناءات الأمريكية للعراق ما سوف يساعدها على إبقاء التبادل الاقتصادي مع العراق مفتوحا”ً.

من جانب آخر وصف الدبلوماسي الأمريكي السابق، مايكل اسبرينغمن، في مقابلة مع وكالة “إرنا” زيارة الرئيس الإيراني للعراق بأنها مهمة للغاية، وقال إن”الجانبين اتفقا في بغداد على آلية للتبادل المالي والمصرفي بعملات أجنبية غير الدولار، مما سيؤدي إلى تعطيل عملية الحظر الأمريكي “.

في حين أكد رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني،  حشمت الله فلاحت بيشة، أنه لا توجد دولة في المنطقة أقرب إلى بلاده من العراق، وأن طهران بحاجة إلى إنشاء بنى تحتية مشتركة بين البلدين.

شاهد أيضاً

بريطانيا: تغيّرت الحكومة وبقيت الأزمات

بقلم: جمعة بوكليب- الشرق الأوسطالشرق اليوم- الارتباك الذي ساد الحكومات البريطانية المحافظة منذ 2016، وهو …