الشرق اليوم– أعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ،الثلاثاء، عن البيان المشترك الخاص بتفاصيل زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العراق، والتي تستمر ثلاثة أيام.
وفيما يلي نص البيان:
البيان المشترك بين جمهورية العراق والجمهورية الاسلامية الايرانية
استقبل العراق فخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور حسن روحاني والوفد الرفيع المرافق له في زيارة استغرقت ثلاثة ايام بتأريخ 11/3/2019 بناء على دعوة رسمية من الجانب العراقي ، حيث استُقبل استقبالاً ودياً يعبّر عن مدى العلاقات الحميمة بين البلدين كونها نقطة تحوّل في بناء شراكة استراتيجية ، وتطوير العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين في كافة المجالات على أساس التعاون العميق وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين.
وقد ثمّن العراق موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مساعدته في محاربة الإرهاب كونها أول المسارعين إلى تقديم الدعم اللوجستي والاستشاري، والوقوف معه في حربه ضد الإرهاب. وقد أشاد الطرف الإيراني بقرار العراق بأنه لن يكون جزءا من منظومة العقوبات. وقد عبّر الجانب الإيراني عن موقفه الثابت تجاه دعم العملية السياسية في العراق والتي تمثل جميع أبناء البلاد، وسيادته الوطنية ، ووحدة أراضيه ، وكافة الاجراءات التي يتخذها في مواجهة الإرهاب.
وقد أجرى الطرفان مباحثات هامة في أجواء أخوية وودية وبنّاءة ، وأعربا عن رغبتهما في تطوير العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والصحية والتجارية والثقافية والعلمية والتقنية وغيرها. وأكدا على عمق الترابط التاريخي والشعبي والثقافي والديني والجغرافي بينهما. و شددا على التقارب الثقافي والحضاري بين البلدين وأشادا بدور الجامعات والمراكز الثقافية والعلمية والفنية والأكاديمية في هذا المجال وأبدى الجانب الإيراني استعداده لتزويد الجانب العراقي بما لديه من خبرات علمية وتقنية وبحثية ، وقابله الجانب العراقي باستعدادات مماثلة لتطوير إمكانيات وعلوم وخبرات البلدين.
وتباحث الجانبان في جملة من القضايا الإقليمية والتحديات المشتركة ومحاربة الإرهاب والتعاون من أجل تعزيز أمن واستقرار المنطقة وبناء شراكات اقتصادية تعود بالنفع والرفاه على شعوبها . كما تطرق الطرفان إلى أمن المنطقة ودورهما الأساسي في ازدهارها الاقتصادي ورقيها التجاري وأكدا على أن إرساء الأمن في المنطقة هو مسؤولية ابنائها. وأكد الطرفان على عزيمتهما الراسخة لمكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة العابرة للحدود والتي تهدد الأمن والسلام في المنطقة، كما شددا على توظيف كافة الجهود للقضاء على الإرهاب سياسياً ومالياً وفكرياً .
و تباحث الطرفان في جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتوقيع مذكرات تفاهم في مجالات عدة ، منها: النفط والتجارة والصحة والنقل لإنشاء السكك الحديد بين الشلامجة والبصرة ، وتسهيل التأشيرات لرجال الاعمال والمستثمرين لكلا البلدين. كما ناقش الطرفان مسودة اتفاقية أمنية على أن تقدم رسميا إلى القنوات الدبلوماسية لتمريرها واتخاذ الاجراءات الإدارية والقانونية بشأنها .
وأكد الجانبان على أهمية إنشاء منافذ حدودية جديدة بينهما، واقامة مدن صناعية مشتركة وتنفيذ النقل المباشر للبضائع بين البلدين دون تفريغها في الحدود الدولية بينهما . وتناول الطرفان إجراءات انتقال القوى العاملة الماهرة بين البلدين والتعاون الصحي والعلاجي والتعليمي والطبي وتجارة الأدوية وتسهيل تسجيل شركات الأدوية بين البلدين.
ويؤكد الجانبان على سعيهما لمضاعفة التبادل في مجالات التجارة والاستثمار والاقتصاد والخدمات الفنية والهندسية والصناعية ، بما يعزز التنمية في البلدين والمنطقة. وفي هذا المجال أعرب الجانب الايراني عن دعمه لإعمار العراق من خلال تقديم الخبرات ومشاركة الشركات الإيرانية في المجالات المذكورة اعلاه ، وقد رحب الجانب العراقي بمشاركة الشركات الايرانية والمستثمرين الإيرانيين في هذا الصدد وطالب بتسهيلات مقابلة لعمل الشركات ورجال الأعمال العراقيين في إيران بما يحقق المصالح المشتركة.
وقد ناقش الطرفان سبل تسهيل منح التأشيرات لرعايا البلدين لأغراض السياحة والزيارة والتجارة والسياحة العلاجية والزيارات الدينية . كما تم الاتفاق في هذا الصدد على تسهيل منح التأشيرات لرجال الأعمال في كلا البلدين . وأعلن الطرف الإيراني إلغاءه رسوم التأشيرات للمواطنين العراقيين اعتباراً من تأريخ 1 نيسان 2019 ، كما أعلن الطرف العراقي المعاملة بالمثل بالتزامن مع الطرف الآخر.
وبالنسبة لشط العرب، أعلن الطرفان عن عزمهما الجاد على تنفيذ اتفاقية الحدود وحسن الجوار بين العراق وإيران المؤرخة في 13 حزيران 1975 والبروتوكولات والاتفاقات الملحقة بها ، بحسن نية وبدقة، ولذا قرر الطرفان البدء بعمليات مشتركة لتنظيف وكري شط العرب بهدف اعادة قناة الملاحة الرئيسية (التالوك) وفق اتفاقية 1975 المذكورة والبروتوكول المعني بذلك في اسرع وقت.
ووفقا للفقرة اعلاه تبقى منصة العمية منصة عراقية كما كانت، دون ان يؤثر ذلك على مباحثات الطرفين في تحديد الحدود البحرية بين البلدين.
وقد عبّر الجانب الإيراني عن شكره وامتنانه لما تلقاه من حسن الاستقبال وكرم الضيافة في العراق، متمنيا له حكومة وشعبا دوام الرقي والازدهار.