بقلم: سليم الحسني
كان السيد عبد المجيد الخوئي ابن أكبر مراجع الشيعة، قد اتخذ خطاً سياسياً مخالفاً لوالده الإمام الخوئي، فصار أحد رجال أميركا وعاد إلى النجف الأشرف بحماية القوات الأميركية.
السيد مقتدى الصدر ابن المرجع الشهيد السيد محمد الصدر، قتل عبد المجيد الخوئي في النجف، وأقام علاقات وثيقة مع قطر والسعودية والكويت، وصار رجل الأمير محمد بن سلمان في العراق.
السيد عمار الحكيم غصب عشرات العقارات والأراضي واستولى عليها إضافة إلى فساده المالي الكبير وله علاقاته مع الكويت وقطر والسعودية والسفارة الامريكية، وهو حفيد المرجع الكبير السيد محسن الحكيم.
اخترت هذه النماذج الثلاثة فقط ـ من بين عشرات النماذج عن أبناء المراجع ـ لأنها قريبة وشاخصة وحاضرة في زماننا.
الثلاثة لا يملكون خصائص وميزات شخصية من حيث الفكر والدراسة العلمية، كل ما عندهم هو الانتساب لمراجع الدين. وقد استغلوا هذا العنوان العائلي لكي يحققوا طموحاتهم الشخصية.
لو كانت الثقافة السائدة هي الفصل بين المراجع وأبنائهم، ولو كان الاتجاه العام الذي يطالب به علماء ومفكرو وجماهير الشيعة، بضرورة أن تكون المرجعية مؤسسة وليست تشكيلة عائلية من قبل الأبناء، لما حدثت هذه الانتكاسات والخراب والضرر بسمعة التشيع والشيعة والدين والمرجعية.
إن أول من يتصدى لإعاقة مشروع المرجعية المؤسسة، هم أبناء المراجع، وسيبادرون إلى تجنيد ميليشياتهم الالكترونية ـ كما يفعل السيد محمد رضا السيستاني حاليا ـ لتضليل الناس وتشويه الفكر الشيعي، بأن ابن المرجع هو مثل المرجع، وقد ينتقلون بعد ذلك إلى مرحلة ثانية، إلى أن ابن المرجع هو أفضل من المرجع. وليس هذا القول غريباً او خيالياً، لقد قالوا سابقاً في زمن التشويه الفكري للإسلام، إن خليفة المرء أفضل من رسوله، وعليه فان الخليفة الحاكم أفضل من رسول الله. هكذا حرّفوا الفكر سابقاً، وهكذا يستفيد المنتفعون الآن من بعض الأقلام ورجال الدين، ليشوهوا المرجعية وهي أهم ما عند الشيعة من قوة.
المصدر: سكاي برس