اتهم العديد من الكتاب في صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الولايات المتحدة بإشعال الأزمة التي تشهدها فنزويلا بعد دعم واشنطن زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد.
وأرجع بعض الكتاب الأزمة إلى سعي واشنطن إلى “التحكم” في اقتصاد البلاد، بينما أشار آخرون إلى أن الولايات المتحدة تخشى من “توغل روسيا” في فنزويلا.
ونصب غوايدو نفسه رئيساً بالوكالة خلال المظاهرات المطالبة باستقالة الرئيس نيكولاس مادورو على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية. وبالمقابل خرجت مسيرات كبيرة لتأييد حكومة مادورو والمطالبة ببقائه في السلطة.
“رأس الشيطان”
كتب وليد شرارة في الأخبار اللبنانية تحت عنوان “الطاعون الأبيض: معركة الغرب و’الآخرين’ تحتدم في كراكاس”
وقال إن “معركة فنزويلا دولية بامتياز. لا يستطيع المثاليون المغفّلون، أصحاب شعار ‘الأولوية للديمقراطية’، أن يتعاموا عن التدخل الأمريكي المباشر في صيرورة الأزمة الحالية وفي هندستها”.
وفي صحيفة رأي اليوم اللندنية قال محمد النوباني: إن “إمبرياليي واشنطن يريدون في فنزويلا أمريكا اللاتينية نظاماً مطواعاً لهم على غرار النظام السعودي في آسيا لكي يتحكموا بنفطها وأموالها كما يتحكمون بنفط وأموال السعودية ولذلك فإنهم افتعلوا لشعبها أزمة اقتصادية طاحنة لتحريض الشعب على نظامه السياسي واستبداله بنظام عميل لواشنطن”.
وأضاف “إن سبب الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الشعب الفنزويلي ليس سياسة نظامه الثوري المعادية لتحرير الاقتصاد على الطريقة الأمريكية أي عبر وصفات صندوق النقد الدولي التدميرية وإنما سياسة الحصار والخنق التي تمارسها إدارة [الرئيس الأمريكي] ترامب كما الإدارات الأمريكية السابقة إزاء فنزويلا بهدف القضاء على الإنجازات الاجتماعية والاقتصادية لنظامها التقدمي”.
في السياق ذاته، وصف حازم عبد الله سلامة في موقع صوت العراق الإلكتروني الولايات المتحدة بـ “دولة العصابات… أكبر عدو للشعوب وللحرية”.
وأضاف الكاتب: “الآن تتآمر أمريكا رأس الشيطان ضد فنزويلا وشعبها ورئيسها المنتخب نيكولاس مادورو”.
وحذر شوقي الريّس في الشرق الأوسط اللندنية من أن “المشهد السياسي انقلب رأساً على عقب مع التطورات المتسارعة التي شهدتها هذه الأزمة في الأيام الأخيرة بعد رفض واشنطن – ومعها غالبية قيادات الدول الأعضاء في ‘منظمة البلدان الأمريكية’ – الاعتراف بشرعيّة الولاية الثانية لنيكولاس مادورو.. طرأ تغيّر كبير في المشهد السياسي في فنزويلا، وانفتح على مجموعة من الاحتمالات التي لم تكن واردة في حساب أحد منذ أيام قليلة”.
“توجس” أمريكي من “توغل” روسيا
في صحيفة العربي الجديد اللندنية، قال فكتور شلهوب: “تشير التلميحات والقراءة بين السطور إلى أن الدوائر الأمريكية المعنية والرموز المتشددة في الإدارة، ازداد توجسها من توغل روسيا في فنزويلا وتعمق العلاقة بين الطرفين..”.
وأضاف أن “تنامي الروابط والعلاقات العسكرية بين البلدين أعطى ضمناً شحنة من الزخم للقوى المخاصمة لموسكو في واشنطن، وبما حملها على الاندفاع للقطع، وربما الحسم مع مادورو. أما الحديث عن الفساد والانهيار والمجاعة والنزوح في فنزويلا، فهو بالرغم من صحته ليس سوى للتمويه. فهذه العلل التي أنهكت فنزويلا ليست جديدة”.
و كتب زهير ماجد في الوطن العمانية يقول: “من الواضح أن المتخاصمين قويان، مادورو ورئيس البرلمان، وخلف كل منهما قوى كبرى تذكرنا بواقعة خليج الخنازير، يوم كاد الاشتباك الأمريكي السوفيتي يؤدي إلى تدمير العالم”.
وأضاف أن “الروس اليوم في منتهى الجدية. أن أي تفكير بعزل مادورو بالقوة سيكون له رد روسي تسميه موسكو ‘عواقب’، فيما الأمريكي لن يتنازل عن هذه اللحظة المواتية التي صار فيها أكبر من حصان طروادة بكثير داخل فنزويلا وقد حان الوقت لتدمير سلطة مادورو أو قسمة فنزويلا إلى ما شاء الله بانتظار ظروف الحسم التي قد تأتي في وقت ما لصالح أحدهما”.
المصدر: BBC.