الشرق اليوم– أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي الخاضع لسيطرة المعارضة خوان غوايدو، الأربعاء نفسه “رئيساً بالوكالة” لفنزويلا، وحظي على الفور باعتراف واشنطن ودول أخرى في القارة الاميركية، بعد أن أصدر الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو قراراً، فى وقت سابق، بطرد الدبلوماسيين الأميركيين من البلاد وأمهلهم 72 ساعة للخروج من البلاد.
وقال غوايدو ، فى بيان وجهه إلى البعثات الدبلوماسية بصفته رئيس البلاد : إنه “بموجب هذه الوثيقة، والصلاحيات التى يمنحنى إياها الدستور، أبلغ جميع رؤساء البعثات الدبلوماسية وموظفيهم المعتمدين فى فنزويلا، بأن دولة فنزويلا ترغب فى الحفاظ على حضوركم الدبلوماسى فى بلدنا”.
وأضاف “أحثكم على تجاهل أى أمر أو تصرف يتعارض مع الغرض الراسخ من القوة الشرعية لفنزويلا، التى بموجب دستورها، يمكن للبعثات الدبلوماسية ورؤساء البعثات وجميع أفرادها، أن يواصلوا العمل فى فنزويلا بشكل طبيعي”، مشدداً على “احترام جميع الحصانات والامتيازات”.
تأييد خوان غوايدو
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، دعمه لغوايدو، فيما تبنت منظمة الدول الأميركية نفس الموقف الأمريكي مؤكدة اعترافها برئيس البرلمان رئيسا بالوكالة.
من جانب آخر حذرت الولايات المتحدة من أن “كل الخيارات” ستكون مطروحة إذا استخدم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو القوة في المواجهة مع قادة المعارضة.
كما أبدى الاتحاد الأوروبي دعمه لرئيس البرلمان “كمؤسسة منتخبة ديمقراطيا”، داعياً إلى البدء الفوري في عملية سياسية ديمقراطية .
وأعلنت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن الاتحاد الأوروبي يدعم ويقف على استعادة الديمقراطية في البلاد على أساس عملية سياسية سلمية ونظام دستوري.
وقالت موغيريني في بيان لها: “لقد وجه شعب فنزويلا دعوة هائلة من أجل الديمقراطية والقدرة على تقرير مصيره بحرية. ولا يمكن تجاهل هذه الأصوات. الاتحاد الأوروبي يحث بشدة على الشروع الفوري في عملية سياسية تؤدي إلى انتخابات حرة وذات مصداقية، وفقا للنظام الدستوري”.
وأشاد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بـ”شجاعة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين يتظاهرون من أجل حريتهم”، في مواجهة “الانتخاب غير الشرعي لنيكولاس مادورو”، مؤكداً أن أوروبا “تدعم إعادة الديمقراطية” إلى البلد.
معارضة إعلان خوان غوايدو نفسه “رئيساً بالوكالة”
أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أن الجيش الفنزويلي لن يعترف بإعلان رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو نفسه رئيسا للبلاد.
وكتب بادرينو في حسابه على موقع “تويتر”، أن “جنود الوطن لا يقبلون برئيس مفروض في ظل مصالح غامضة أو أعلن نفسه رئيسا بطريقة غير قانونية، وأن القوات المسلحة الفنزويلية تدافع عن دستورنا وتضمن السيادة الوطنية”.
في حين انتقدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا مواقف الدول الغربية بشأن الأزمة في فنزويلا، معتبرة أن ذلك يدل على “موقفها من القانون الدولي”، وقالت على صفحتها على فيسبوك إن “الأحداث التي تجري حاليا في فنزويلا تكشف بشكل واضح موقف الأسرة الدولية التقدمي حيال القانون الدولي والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلد تسعى إلى تغيير السلطة فيه”.
كما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في تصريح للصحفيين : “نعتبر محاولة الاستيلاء على الحكم في فنزويلا تتناقض وتخالف أسس ومبادئ القانون الدولي”، مؤكدا أن موسكو طرحت موقفها الواضح والثابت إزاء الموضوع بالتفصيل ضمن بيان صدر في وقت سابق من اليوم عن وزارة الخارجية.
وصرح السفير الفنزويلي لدى تونس، عفيف تاج الدين، بأن ما يحدث في فنزويلا هو انقلاب عسكري تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لأن المقصود فيها أن الولايات المتحدة الأمريكية تعترف كرئيس للبلد من دون انتخابات ولن تأخذ بعين الاعتبار الانتخابات الشرعية ودستور البلد، والذي نجح من خلالها الرئيس نيكولاس مادورو”.
مواقف الدول من الإعلان
اعترفت أغلبية دول مجموعة ليما إضافة إلى الدنمارك ، برئيس الجمعية الوطنية المعارض خوان غوايدو رئيسا بالوكالة .
فيما أكد عدد من دول العالم ومن بينها روسيا والصين وتركيا وسوريا وإيران والمكسيك مساندتها للرئيس المنتخب نيكولاس مادورو.
يذكر أن خوان غوايدو أدى اليمين أمام حشد كبير، فيما نزل مئات الآلاف من مؤيديه، ومناصري مادورو إلى شوارع العاصمة كراكاس ، وسط دعوات للجيش وقوات الأمن إلى دعم الديمقراطية وحماية المدنيين.
وفي وقت لاحق، اشتبكت الشرطة الفنزويلية مع معارضي مادورو في شوارع العاصمة.