الرئيسية / دراسات وتقارير / الجيش الأمريكي ينشر دراسة عن الحرب الأمريكية في العراق.

الجيش الأمريكي ينشر دراسة عن الحرب الأمريكية في العراق.

الشرق اليوم- نشر الجيش الأمريكي دراسة من ألف صفحة تناقش تاريخه العسكري في العراق، متضمّنة مئات الوثائق التي رُفعت السرية عنها، محمّلة القوات التي غزت العراق ارتكاب أخطاء فادحة، إضافة لأخطاء رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي.

وكشفت الدراسة أن نشرها جاء لاستخلاص الدروس من العثرات العسكرية العديدة خلال غزو العراق، الذي استمر 8 سنوات؛ بين عامي 2003 و2011، مخلّفاً 4000 قتيل، 

وصدرت الدراسة تحت عنوان “الجيش الأمريكي في حرب العراق”، عن الكلية الحربية للجيش الأمريكي، وقد أخذت وقتاً طويلاً لإعدادها من قبل الجنرال المتقاعد رايموند أوديرنو، منذ 2013، حين كان يمارس مهامه في العراق.

و يتخطى عدد صفحات الدراسة 1300 صفحة، وهي منشورة في الوقت الحالي على موقع الكلية الحربية للجيش الأمريكي، مُرفقةً بأكثر من ألف وثيقةٍ سريةٍ استُخدمت في الأبحاث.

توصَّلت الدراسة إلى استنتاجاتٍ مهمة بشأن فشل الولايات المتحدة في تدريب القوات العراقية، وقيود حرب التحالف، وعدم قدرة واشنطن على ردع إيران وسوريا عن توفير الملاذ والدعم للجماعات المسلحة.

وتُقدِّم الدراسة أيضًا روايةً صادقةً حول تأثير انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011، وما أعقب ذلك من ارتفاعٍ في مُعدَّلات العنف والتوتُّرات الطائفية، وظهور داعش في نهاية المطاف.

وتُؤكِّد الدراسة أنَّ موجة التعزيزات التي أرسلها الرئيس جورج بوش الابن إلى العراق عام 2007، نجحت في خفض مستويات العنف بالبلاد، لكنَّها أضافت أنَّ فشل إدارة أوباما ورئيس الوزراء نوري المالكي في التوصُّل إلى اتفاقٍ بشأن تمديد وجود الجيش الأمريكي؛ قلَّل فُرص إرساء دعائم الاستقرار السياسي في البلاد.

وتشير الدراسة أيضًا إلى أنَّ العلاقات بين قيادة الجيش الأمريكي في العراق، والسفارة الأمريكية انحدرت إلى مستوى من القصور الوظيفي مع اقتراب موعد سحب الجنود، ما أسهم في تقويض فرص النجاح المستقبلية.

كما تكشف الدراسة أنَّ الخطط الأولية التي وضعها الجيش الأمريكي لم تتوقع سحب الجنود الأمريكيين بالكامل عام 2011، وافترضت أنَّ جهود تدريب الجيش العراقي ستتواصل، لكنَّ مكتب التعاون الأمني في السفارة الأمريكية افتقر الموارد والسلطات اللازمة لسد الفجوة، وتوفير المساعدة الأمنية للعراقيين.

وأسفر التباين بين الغايات والوسائل عن إعاقة الجهود الرامية لمساعدة العراقيين في حماية البلاد من الجماعات المسلحة مثل داعش. واستنتجت أنَّ المشكلات الأمنية تفاقمت بفضل قرارات المالكي السياسية، التي أثارت استياء قطاعاتٍ كبيرة من المجتمع السني في البلاد.

وجاء في الدراسة أنها لا تُلقي باللوم الكامل على الأخطاء العسكرية أو السياسية، بل كذلك على ما اعتبرته “قلّة وعي لدى قادة الجيش الأمريكي حول الديناميكيات الطائفية والاجتماعية والسياسية في البلاد، والتي غذّت الكثير من أعمال العنف”.

وحمّلت الدراسة واشنطن تبنّيها تفسيرات خاطئة عن مستويات العنف وعدم الوعي في تأمين الاستقرار مع تراجع أعداد قواتها، الأمر الذي أدّى إلى فشل قادة جيشها في تحقيق الأهداف الاستراتيجية مع مرور الوقت؛ بسبب القرارات التي اتُّخذت بالتوافق.

شاهد أيضاً

هل انتهى محور الممانعة؟

الشرق اليوم– هل انتهى محور المقاومة والممانعة الإيراني؟ سؤال يصح طرحه بعد مرور أكثر من عام على …