الشرق اليوم- طرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبرز أولويات سياسات موسكو على الصعيد الدولي عام 2019.
وقال لافروف، أثناء المؤتمر الصحفي السنوي حول حصاد الدبلوماسية الروسية لعام 2018، الأربعاء، إن بين هذه الأولويات إنشاء تحالف دولي شامل ضد الإرهاب تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأشار لافروف إلى أن الإرهاب الدولي يتكبد هزيمة في سوريا، مشيدا بالجهود الرامية إلى تشكيل اللجنة الدستورية والمضي قدما في التسوية السياسية بهذه البلاد.
وأبدى لافروف تصميم موسكو على المساهمة في تثبيت النزعات الإيجابية حول سوريا وشبه الجزيرة الكورية وغيرهما من الأزمات في العالم.
علاقات روسيا بسوريا وتركيا.
أكد عميد الدبلوماسية الروسية إن الأولوية في المسار السوري تكمن في الحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة سوريا، مشيرا إلى أن تركيا والولايات المتحدة وغيرهما من أعضاء الأمم المتحدة وافقوا على هذا الهدف.
وتابع: “بطبيعة الحال، ستكون المصالح الأمنية لدول المنطقة بما فيها تركيا جزءا من الاتفاقات التي سنسعى إليها”.
كما أعرب لافروف عن اهتمام موسكو بتنفيذ الاتفاق المبرم في سبتمبر الماضي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان بشأن وقف إطلاق النار في إدلب، مشددا على أن هذا الاتفاق “لا يقضي بمنح الإرهابيين حرية التصرف الكاملة”.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن المسلحين يستمرون في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار واستهداف قوات الحكومة السورية وقاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية.
كما تطرق لافروف إلى الوضع في شرق الفرات، وذكر أن الولايات المتحدة أقامت نحو 20 موقعا عسكريا، بما فيها قواعد عسكرية، في شرق الفرات، مما يستدعي بطبيعة الحال قلقا لدى تركيا.
وقال: “ليس سرا أن الأمريكيين سلحوا “وحدات حماية الشعب” الكردية المتعاونة معهم،و نحن مقتنعون بأن الحل الأفضل والوحيد هو تسليم المنطقة إلى الحكومة والجيش والمؤسسات الإدارية السورية”.
وفي الوقت نفسه، أشار لافروف إلى ضرورة ضمان جميع ظروف المعيشة المطلوبة للمواطنين الأكراد في مناطقهم.
العلاقات الروسية_ الأمريكية.
في الوقت نفسه، ذكر لافروف أن الحكومة الروسية كانت ولا تزال مهتمة باستعادة العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أساس مبادئ المساواة في الحقوق والاحترام المتبادل للمصالح.
وأضاف لافروف:الأوضاع في العالم خلال العام الماضي ظلت صعبة ومعقدة، مع التصعيد من حدة النزاعات، مشددا على أن سبب ذلك يعود إلى إصرار بعض دول الغرب، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، على رفض واقع العالم متعدد الأقطاب، وسعيها إلى فرض إرادتها عبر أدوات القوة والاقتصاد والدعاية.
وتابع لافروف أن تلك الدول حاولت إخضاع مؤسسات دولية متعددة الأطراف لنفوذها وإلغاء طابعها الدولي، معربا عن أسف موسكو إزاء اتخاذ واشنطن “خطوات أحادية الجانب لكسر أهم آليات القانون الدولي التي تضمن الاستقرار الاستراتيجي”.
روسيا ومعاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى .
وفي هذا الخصوص تطرق لافروف إلى المشاورات التي جرت أمس بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة في جنيف، في محاولة لإنقاذ معاهدة إزالة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، قائلا إن واشنطن طرحت مطالب أحادية الجانب ورفضت اقتراحات موسكو البناءة بشأن إطلاع الخبراء الأمريكان على صاروخ 9M729 الروسي الذي تعتبره الإدارة الأمريكية خرقا للمعاهدة.
وأبدى لافروف استعداد روسيا لمواصلة العمل من أجل إنقاذ المعاهدة التي تعتزم واشنطن الانسحاب منها، وقال إن روسيا تأمل في أن تبذل الدول الأوروبية “التي تهتم ربما بذلك أكثر من أي طرف آخر” الجهود وتحاول الضغط على واشنطن لإجبارها على تحمل المسؤولية، بدلا من اتباع المواقف الأمريكية وقبول تصريحات “الناتو” عشوائيا، التي تحمل روسيا المسؤولية الكاملة عما يجري، مع تجاهل الحقائق التي تقدمها روسيا.
وذكر وزير الخارجية الروسي أن أهم أولويات موسكو تكمن في ضمان أمن الدولة، قائلا إن روسيا ستستمر في اتخاذ خطوات رد مناسبة في ظل تكثيف حلف الناتو أنشطته واقتراب بناه التحتية من الحدود الروسية.