أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن مسؤولين في البنتاغون يبدون قلقاً متزايداً من أن تؤدي تصرفات مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون بولتون، لاندلاع حرب بين واشنطن وطهران.
ولفتت “نيويورك تايمز” إلى أن البنتاغون ردا على هذا الطلب طرح عدة خيارات، بما في ذلك شن هجوم جوي عابر للحدود على منشآت عسكرية إيرانية، مؤكدة أن وزير الدفاع حينئذ، جيمس ماتيس، وغيره من كبار المسؤولين في الوزارة عارضوا بشدة هذا السيناريو لاعتقادهم أن الهجوم على الحي الدبلوماسي في بغداد لم يشكل خطرا ملموسا.
وأكدت الصحيفة أن سلف بولتون في كرسي مستشار الأمن القومي، ربرت ريموند ماكماستر، سبق أن طالب البنتاغون عند توليه المنصب بوضع خطة عامة جديدة لمواجهة إيران عسكريا، لكن هذه الخطة لم تقضي بتوجيه ضربات إلى أهداف معينة، كما طلب بولتون لاحقا.
وذكر مسؤول أمريكي رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن اسمه أن هجوما كهذا على إيران كان سيكون من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع نزاع مسلح بين الطرفين، وإلى مطالبة العراق لواشنطن بسحب قواتها من البلاد.
ومنذ توليه المنصب في البيت الأبيض شدد بولتون من حدة الخطاب الرسمي إزاء طهران، ، لكنه سبق أن دعا، قبل تعيينه في الإدارة الأمريكية، إلى الإطاحة بالحكومة الإيرانية وضرب هذه البلاد عسكريا.
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، غاريت ماركيز، إن توجيه ذلك الطلب إلى البنتاغون جاء ضمن أداء بولتون مهمته لا أكثر، وخاصة أن القنصلية الأمريكية في البصرة تعرضت أيضا لاعتداء العام الماضي، موضحا أن من واجب مجلس الأمن القومي تقديم خيارات إلى رئيس البلاد، رد على تحديات مختلفة .
وأشارت الصحيفة إلى أن بولتون ليس “الصقر الوحيد” في إدارة الرئيس دونالد ترامب، مذكرة بالتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية مايك بومبيو مؤخرا من القاهرة، إذ قال إن دول العالم تدرك أكثر فأكثر ضرورة مواجهة إيران.
لكن مسؤولا كبيرا سابقا في الإدارة الأمريكية أكد أن بومبيو عارض أيضا خطة مهاجمة إيران عسكريا. ولفتت الصحيفة إلى أن بومبيو تحدث أثناء جولته الحالية في الشرق الأوسط عن ضرورة التصدي لطهران، لكن دون التطرق إلى إمكانية اتخاذ خطوات عسكرية بحقها.
وقال مسؤولون لـ”نيويورك تايمز” إن ما حصل بعد اجتماع عاجل عقد في البيت الأبيض عقب الهجوم على الحي الدبلوماسي في بغداد يظهر بوضوح سلوك بولتون، موضحين أن مستشار الأمن القومي لا يريد سماع أي آراء مختلفة عما لديه، ويسعى إلى منع أي تسريبات وفرض السيطرة على كل المعلومات التي تقدّم إلى الرئيس ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكبر “إنجاز” لبولتون في منصبه هو خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وذلك على الرغم من معارضة عدد من كبار المسؤولين لذلك، بمن فيهم وزير الدفاع السابق ماتيس ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، مضيفة أنه حتى بومبيو حاول إنقاذ الاتفاق عبر اتصالاته مع الأوروبيين قبل أيام من خروج واشنطن منه.
وذكّرت “نيويورك تايمز” بأن بولتون دعا، في مقال نشرته الصحيفة في مارس 2015، في وقت كانت فيه إدارة باراك أوباما تخوض مفاوضات بشأن الاتفاق النووي، دعا إلى توجيه ضربات عسكرية لإيران، قائلا إن الدبلوماسية لن تمنع طهران من الحصول على الأسلحة النووية.
وقال بولتون حينئذ: “الحقيقة المزعجة هي أن الخطوات العسكرية فقط.. ستحقق ما يلزم. الوقت قصير للغاية، لكن الضربة قد تنجح”.