أثار معلقون في صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا الذي بدأ أمس الجمعة 11 يناير/كانون الثاني.
وتساءل بعض المعلقين عن أسباب “الغموض” الذي يحيط بخطة الانسحاب، بينما أشار البعض الآخر إلى وجود “خلافات” حول البقاء في سوريا من عدمه بين “دوائر نفوذ مختلفة في الولايات المتحدة”.
“تخبط”
قال وضاح عيسى في صحيفة تشرين السورية إن الولايات المتحدة “كان لابد لها من الانسحاب أمام واقع أسقط من يدها كل الأوراق التي كانت تستعملها في عدوانها الإرهابي وكيلاً وأصيلاً على الشعب السوري خصوصاً والمنطقة على وجه العموم”.
وأضاف الكاتب: “لكثرة الضغوط وثقل الهزيمة، تاهت الإدارة الأمريكية بين التوقيت والآلية من جهة وتخليها المفاجئ عن وكلائها الذين عوّلت عليهم، وربما قد تحتاجهم لاحقاً في إطالة أمد الحرب الإرهابية من جهة ثانية، وبدأ التخبط بين أقطابها وسط فريق يريد هذا الفعل وآخر لا يريده، وقد ظهرت في تصريحاتها المتناقضة التي تنم عن عدم الانسجام داخل هذه الإدارة”.
وبالمثل قال باسم الطويسي في صحيفة الغد الأردنية: “قرار الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا الذي تتحدث الأنباء أنه انتقل الى مرحلة التنفيذ الفعلي استقبل بردود دولية وإقليمية متناقضة فيما تستمر التداعيات التي تحمل اشارات مهمة على عبثية الحرب في سوريا وما وصلت إليه من نتائج”.
وفي سياق متصل، وصفت صحيفة العرب اللندنية عملية الانسحاب بأنها “لعبة غامضة توحي في بعض جوانبها بوجود خلافات نوعية بشأن البقاء في سوريا من عدمه بين دوائر نفوذ مختلفة في الولايات المتحدة، وهو أمر تكشف عنه الرسائل المتضاربة لمسؤولين رفيعي المستوى”.
كما أشارت الأخبار اللبنانية إلى أن التحالف الدولي خرج ” ليؤكد بدء عملية الانسحاب أمس، رغم كل التجاذبات التي شهدتها الفترة الماضية بين مسؤولين رسميين أمريكيين حول شروط هذا الانسحاب وجدوله الزمني… هذه التأكيدات العسكرية زادت من ضبابية المقاربة الأميركية الرسمية حيال قرار ‘البيت الأبيض'”.
“رسائل متناقضة”
وكتب موقع البوابة الإخباري المصري “أصبحت منطقة الشرق الأوسط في حالة شك حول قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا بعدما أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أن الانسحاب يخضع لشروط، وفي ذلك إشارة إلى أن الولايات المتحدة قررت التدرج في الانسحاب. ووصف بعض الكتاب تصريحات بولتون بأنها تضمنت “رسائل متناقضة'”.
وفي صحيفة النهار اللبنانية، رأى جورج عيسى أنه قد يكون “تخبّط واشنطن في إعلان الانسحاب الأمريكي من سوريا علامة فارقة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. لكنه إلى جانب ذلك يمكن أن يعبّر أيضاً عن مشكلة أعمق في آليّة صناعة القرار الخارجيّ في الولايات المتّحدة”.
وأضاف الكاتب: “تُعتبر إعادة حوالي 2000 جنديّ أميركيّ إلى بلادهم من الوعود الانتخابيّة الأساسيّة لترامب ومتوافقة مع تصريحات سابقة أدلى بها خلال رئاسته. ويبدو أنّ الإدارة طلبت استشارات من مؤسّسات رأي خلال السنة الماضية حول هذا الموضوع بما يلغي أيّ مفاجأة حول القرار نفسه ربّما باستثناء طريقة اتّخاذه”.
وفي صحيفة الأيام الفلسطينية أشار عريب الرنتاوي إلى وجود “دولة عميقة” في واشنطن “لا تريد للفراغ الأميركي أن يُملأ من قبل الجيش السوري، ولا من النظام في دمشق ببسط سيطرته على أكثر من ربع مساحة سورية الخاضع لحكم الأكراد وحماية ‘التحالف الدولي'”.
المصدر: BBC.