بقلم: إيلا دافيس.
الشرق اليوم- يتطلع كثيرون خلال زياراتهم لأماكن طبيعية نائية إلى رؤية حيوانات برية، وقد يؤدي اللقاء إلى استغلال الحيوان وإلحاق ضرر به وببيئته الطبيعية، لذا سجلت المصورة إميلي غارثويت صورا تبرز معاناة الحيوان خلال الجولات السياحة في عدد من المناطق الآسيوية.
رصدت المصورة إساءة معاملة أفيال في منطقة يفترض أنها “محمية طبيعية” للحيوانات في جايبور بالهند، كما تُجبر الأفيال على مرافقة سائحين في جولات لا تنتهي.
كما شاهدت في سومطرة بإندونيسيا قردة من نوع إنسان الغاب اعتادت أن تقتات من أيدي مرشدين غير مرخصين، ناهيك عن تعرضها الدائم لحشود البشر وأضواء الكاميرات.
وجرت العادة على أن تكون الحيوانات البرية فقرة أساسية في برنامج العديد من تلك الرحلات، على الرغم من جهود شركات السياحة الرامية لاستبعاد الهيئات التي لا تكترث بأهمية الرفق بالحيوان، وزيادة الطلب على مشاهدة الحيوانات بغض النظر عما يلحقها من أذى.
وتقول غارثويت: “يبحث الجميع عن المشاهدة دون الاكتراث للحيوان، ولا يشعر السائحون بالحيوانات باعتبارها جزءا أساسيا من المشاهدة، فما السبب في هذا؟ ألا يكفينا أن نرى الحيوانات دون اصطناع؟ لماذا نلمسها ونحملها ونركبها؟ كأن الخبرة لا تكتمل إلا بانخراطنا المباشر معها!
وتسعى غارثويت للتوعية بما يشعر به الحيوان عبر ما تلتقطه من صور، وتقول: “من الصعب الموازنة بين الخبرة الجيدة والنفع”.
وتسعى المصورة إلى تحقيق نوع من التكافؤ بين الزائر والحيوان، وترغب في أن يدقق المشاهد مليا في الصور ليدرك حجم ما يشعر به الحيوان وما يتعرض له، مؤكدة على أهمية “النظر المباشر إلى أعين تلك الحيوانات لمعرفة ما تشعر به”.
وحازت مؤخرا صورة التقطت لأحد الدببة الإندونيسية في الأسر في ظروف سيئة على ثناء من لجنة تحكيم مسابقة صور الحياة البرية للعام.
وتلاحق المصورة منذ ذلك اليوم الكثير من الاستفسارات من الجهات المعنية بشأن مستقبل هذا النوع من الدببة.
وينهض فريق متخصص في رعاية الدببة في سومطرة بإقامة محمية لإنقاذها، على أمل أن يفتح ذلك صفحة جديدة في حياة تلك الحيوانات، في حين تعتزم غارثويت مواصلة التوعية بمحنة الحيوانات كي يحرص الناس على انتقاء الرحلات المناسبة قبل الشروع في السياحة.
وتقول المصورة إنه يتعين على السائحين إدراك أن الرحلات الرخيصة تنطوي عادة على خبرات سيئة، وينبغي أن تذهب أموالهم إلى خبرات حقيقية تهتم بالحيوان في المقام الأول.
وتنصح هانا بروكس، مديرة التوعية العامة بحديقة حيوان تشيستر، بدراسة برنامج الرحلة لمعرفة موقف الجهة المنظمة للرحلة من مسألة حماية الحيوان والتراخيص التي تحصل عليها المؤسسات قبل الزيارة والتركيز على الرحلات التي تذهب أموالها لخدمة المجتمعات المحلية، والتي تعتني بدورها بتلك الحيوانات باعتبارها أحد مصادر الرزق.
ويسعى القائمون على حماية الحيوان بحديقة تشيستر إلى تشجيع رعاية الحيوانات البرية في أنحاء العالم، لذا تتعاون الحديقة البريطانية مع رابطة حدائق الحيوان والأحياء المائية الإندونيسية وتتبادل الخبرات بشأن رعاية الأنواع الطبيعية، فضلا عن العمل مع موظفي الحدائق لنشر الوعي بين الزوار.
وتقول بروكس إن تلك الحدائق كانت تعاني من تراجع التوعية بجهود حماية الحيوان، والتي تنطوي على التعريف بالأخطار التي تهدد الحيوانات في بيئتها الطبيعية، مع تقديم نصائح لمرتادي الحدائق بغية مساعدة الحيوانات البرية كي يصبح الزائرون أكثر مشاركة في جهود الحماية.
وينتشر في منطقة جنوب شرق آسيا نشاط الإتجار غير القانوني في الأنواع البرية، لذا تتعاون بروكس وزملاؤها مع المجتمعات المحلية في تقديم برامج توعية بالبعد المالي والثقافي لحماية الحيوان، تهدف إلى تشجيع بدائل تفيد السكان وتحمي الحيوان وبيئته.وإنات تتعرض للأذى والاستغلال، وهو ما دفع حديقة تشيستر إلى إبرام شراكة أسفرت عن طرح تطبيق للهواتف الذكية بعنوان “شاهد الطبيعة” يهدف إلى تشجيع السائحين على الإبلاغ عن عمليات الإتجار المحظورة بالأنواع الطبيعية، مثل بيع أنواع محمية أو تعريض أخرى للأذى في الأسر.
ويتيح التطبيق للمستخدمين تسجيل المكان وتفاصيل المخالفات حتى يتسنى للمسؤولين المحليين التحقيق ووقف المخالفين.
ويستطيع السائح، بدلا من التركيز على فقرة الحيوان خلال الرحلة بأي ثمن والتقاط الصور، المشاركة بطريقة تتسم بالوعي، كما توصي المصورة غارثويت بترك الكاميرا وإمعان النظر فيما يراه السائح داخل سياقه.
وتتذكر غارثويت عندما كانت طفلة بصحبة والدها في حديقة حيوان داريل المفتوحة بجيرسي، حيث كان يعمل عالما للحيوان، وتقول: “كانت كثافة الأشجار في الحديقة تكاد تحجب كل شيء، ومن بعيد لمحت قدما لدب وسعدت جدا”.
إن التأني والتركيز ولو من بعيد على رؤية الحيوان قد يسهم في استمتاع الشخص بخبرة مدهشة.
وينبغي أن يحظى الحيوان بقدر من الاحترام لكي يستمتع الشخص بتجربة سعيدة وفريدة بغض النظر عن المكان.