الشرق اليوم- شهد العراق عام 2018أزمات متعددة وكوارث بيئية وموسمية، وشملت أبرز هذه الأزمات، الانتخابات وما رافقها من خلافات وصراع ما زالت تداعياتها قائمة إلى اليوم، فضلًا عن فضائح الفساد المتواصلة، وكوارث الأمطار والسيول، وأزمات البصرة المتعددة، وكارثة نفوق الأسماك، وجفاف مياه الأنهار والأهوار، والأمراض الفتاكة، بالإضافة إلى تداعيات هذه الأزمات والكوارث والخسائر الناجمة عنها.
شهد العراق عام 2018 عديدًا من الأزمات السياسية، من أبرزها الاتهامات الموجهة لمفوضية الانتخابات بشأن تزوير الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 12 مايو الماضي، وأزمة تحديد الكتلة الكبرى في البرلمان، وأزمة تشكيل الحكومة، واستمرار الصراع على الحقائب الوزارية المتبقية، لا سيما حقيبتي الدفاع والداخلية، كما كانت تظاهرات محافظات وسط العراق وجنوبه، من الأحداث البارزة التي شهدها العراق عام 2018، والتي خرجت ضد الفساد المستشري والأزمات الناجمة من فشل الحكومات المتعاقبة، في حين قابلتها الحكومة لاستخدام القوة الرادعة، ما تسببت بوقوع ضحايا من المحتجين .
فيما تعد أزمات البصرة من الكوارث والأحداث التي تصدرت المشهد العراقي في 2018بدءاً بمشكلة اللسان الملحي، وكارثة ارتفاع نسب الملوحة والتلوث في المياه، وبسببها ارتفعت تراكيز أملاح شط العرب لمستويات خطيرة، وتسببت بوقوع إصابات لعشرات آلاف المواطنين، بالإضافة إلى تضرر كبير في الزراعة، وعانت المحافظة أيضًا من أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وارتفاع معدلات السرطان، في ظل أزمة نقص الأدوية، كما شملت أزمات البصرة، الفقر والبطالة والفساد وتلكؤ المشاريع.
أما أزمة الأمطار والسيول فقد خلّفت كارثة إنسانية، كشفت حقيقة زيف الحكومة في الإصلاح والتقدم، حيث تعرّضت المحافظات العراقية إلى الفيضانات وضربت السيول بعض مدنها وأريافها، ووصلت الخسائر البشرية لقرابة الـ 30 قتيلًا، فضلًا عن دمار عشرات المنازل في قرى ديالى وصلاح الدين ونينوى و ذي قار وواسط، ونزوح آلاف العائلات، وتشريد المئات منهم من مخيمات النازحين في نينوى، كما جرفت السيول المخلفات الحربية، خاصة في محافظة ديالى.
ولم يمض سوى يومين على إعلان تأمين العراق الاكتفاء الذاتي للبلاد من الأسماك المحلية لتنتشر ظاهرة نفوق الأسماك، والتي كشفتها التحقيقات والتحليلات المختبرية بأنها وقعت بفعل فاعل، وخلفت كارثة نفوق الأسماك خسائر مادية باهظة، فضلًا عن تلوث كبير للأنهار والبيئة بصورة عامة، وتملصت الحكومة من المسؤولية وتعويض المتضررين.
كما أن لأزمة الجفاف محطة جديدة من محطات الكوارث التي شهدها العراق في هذا العام، والتي اعتبرت من أسوأ الكوارث البيئية التي لم يتعرض لها العراق منذ عقود من الزمن، فبعد أن كان العراق يغرق بخيرات أنهاره، ويستغل الشعب شرايين بلاد الرافدين، أصبح اليوم المواطن العراقي عطشانًا، وأراضيه الزراعية مقحلة ويابسة، والثروة الحيوانية والسمكية مهددة بالانقراض.
المصدر: وكالة يقين للأنباء.