الشرق اليوم- بدأ الجيش العراقي في أكتوبر 2017، إعلان نجاح عملياته العسكرية التي انطلقت بدعم من التحالف الأمريكي بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة، حتى وصل إلى الإعلان الكامل نهاية العام ذاتهز
بقايا تنظيم داعش ومسميات جديدة أخرى أطلقت على مجموعات واصلت القيام بعمليات عسكرية في جيوب صغيرة لم يستطع الجيش العراقي الوصول إليها، وبحسب مراقبين في الشأن العراقي ، فإن الأسباب التي ساهمت بظهور الجماعات المتشددة في بلاد الرافدين، لا تزال قائمة أو ربما عادت من جديد، وهو الأمر الذي يعيد المخاوف من عودة “داعش” أو تنظيمات متشددة أخرى.
انتصار منقوص.
يقول مصدر عسكري من داخل مدينة الموصل، التي تركزت فيها الأعمال العسكرية ضد “داعش” في الأشهر الأخيرة للحملة، رغم إعلان الحكومة الانتصار على داعش، فإن سكان المناطق المحررة غير راضين عن واقع العيش في مدنهم، خاصة عمليات الخطف والابتزاز وفرض الإتاوات من قبل بعض فصائل مليشيا الحشد الشعبي، وإن حالة عدم الرضا على تصرفات فصائل الحشد الشعبي خلقت حاجزاً بين أهالي الموصل والقوات التي تتولى الملف الأمني في المحافظة”.
إن استياء الأهالي من تدخل تلك المليشيات في الشؤون الإدارية لمحافظة الموصل، والانتهاكات التي يتعرضون لها كفيلة وحدها بتحول المدينة إلى حاضنة جديدة للجماعات المسلحة والمتشددة.
الوضع في الموصل لا يختلف بعد تحريرها.
إن الأوضاع في مدينة الموصل تسير نحو السوء هكذا وصف المواطن ،أحمد الحديدي، الأوضاع في مدينة الموصل ، والذي أرجح ذلك إلى تعدد القوى التي تحاول كل منها فرض سيطرتها على المدينة، وتوسعة نفوذها على حساب سكانها.
يقول الحديدي “جميع هذه القوى المنتشرة في المدينة تنفذ حملات اعتقالات بين الحين والآخر، بدعوى البحث عن المطلوبين، ويجري خلالها اعتقال العديد من المواطنين الأبرياء؛ لتبدأ مرحلة الابتزاز والمساومة، وبذلك فأن مئات الأبرياء اعتقلوا وضاع أثرهم بين هذه القوات التي يصل عددها إلى أكثر من 12 قوة وبتسميات مختلفة”.
إن استمرار صمت الحكومة العراقية تجاه ما يتعرض له سكان المناطق المحررة من مضايقات وانتهاكات؛ تخلق بيئة لعودة الجماعات المتطرفة، خصوصاً أن ما يتعرضون له لا يختلف كثيراً عما كان يتعرضون له على يد عناصر تنظيم داعش.
تنظيم الدولة ما يزال متواجد في العراق.
أكد مركز دراسات أمريكي تقرير سابق له أن تنظيم الدولة لم يسحق نهائياً في العراق، وقد أظهر نشاطاً متزايداً عبر شن مزيد من الهجمات في بعض المناطق، وأشار التقرير إلى أن”الحكومة العراقية لم تعالج العوامل المغذية للاضطرابات التي يستفيد منها تنظيم داعش والجماعات المتطرفة، ومن ذلك الفساد المستشري وإعادة الأعمار. كما أن حالة الركود الاقتصادي، ووجود مساحات لا تخضع لسيطرة السلطات، وهو ما يشكل حاضنة جيدة لانطلاق التنظيم مجدداً، والتوترات الطائفية التي تغذيها مليشيات الحشد الشعبي.
العراق على أبواب ثورة.
من جانب أخر ، قال النائب كامل الغريري “إن العراق بات على أبواب ثورة سنية شيعية للتخلص من الظلم والاستبداد الذي لحق أبناء البلد من جراء فشل سياسة الحكومات المتعاقبة منذ 2003، وإن سكان مناطق جنوبي العراق يعانون الأمر نفسه الذي يعيشه سكان المناطق المحررة من “داعش” في شمالي البلاد وغربيها.
وأرجع ذلك إلى الصراعات السياسية والمحاصصة الحزبية، محذراً من “تحول العراق إلى ساحة صراع، وانهيار العملية السياسية برمتها، واستمرار الفراغ السياسي الذي تعانيه الحكومة العراقية منذ مدة”.
المصدر: الخليج أونلاين.