الشرق اليوم- ما زالت الدولة العراقية تعاني من تخبطات وفرقة سياسية داخلية تمنعها من اتمام النصاب لتشكيل حكومة وفاق لتباشر عملها، وتسير بالدولة على نهج أفضل أو ربما أقل سوءاً من فترة سيطرة و نمو تنظيم الدولةعلى مناطق واسعة.
أكثر من سبعة أشهر و العراقيين ينتظرون تشكيل حكومة برئاسة “عادل عبدالمهدي” الذي اجتمع بدوره مع التكتلات و الأحزاب للاستقرار على اسماء وزيري الدفاع و الداخلية۔
وهنا يتجلى مبدأ المُحاصصة السياسية، اذ أصبح ظاهراً للعيان وجود خلاف بين أبناء الطوائف عامتاً، و أبناء الطائفة الواحدة، يعود هذا لتعدد و كثرة الأحزاب التي تريد فرض اسم معين ليحظى بالمنصب، ربما لتحسين الوضع العام أو لتحقيق مكاسب شخصية.
يعرف البعض المُحاصصة السياسية أن لكل طائفة “حصة” في المواقع الرسمية للدولة، سواء في الحكومة أو البرلمان أو حتى في الأحزاب، اليوم وبعد سبعة أشهر لم يستقر المُكون السُني على اسم ليتسلم وزارة الدفاع، والتي في نظام المُحاصصة من نصيب الطائفة السُنية.
وبحسب بيان لجهاز الإحصاء المركزي التابع لوزارة التخطيط، بلغ عدد سكان العراق لعام 2017 ال 38 مليون نسمة، ويتوقع الجهاز أن يصل عدد السكان الى 50 مليون لعام 2030، و بحسب أخر دراسات أُجريت لوزارة التخطيط في العام 2013 فيتراوح عدد السُنة من 50-60 % من العدد الكلي.
هذه الأرقام تبين أن المكون السُني يشكل أكثر من نصف سكان العراق، و المنطق يحتم أن يكون لهم وجود أكبر و أهم سياسياً و اقتصادياً في مختلف مناحي الحياة.
بدأ تراجع وانحسار السُنة في الوجود و التاثير منذ سقوط نظام الرئيس صدام حسين، فشهد عام 2013 اعتداءً صارخاً على المكون السني، اذ بدأت الطوائف الأخرى بالتعاون مع حلفائهم بالترويج للسنة على أنهم أقلية لا تزيد عن 20% من عدد السكان.
لا يمكننا النظر لسقوط نظام صدام حسين بمعزل عن رغبة بعض القيادات الوصول الى سدة الحكم، و حالياً تشهد الساحة عودة البعض منهم الى الواجهة بعد ما كانوا متهمين بنهب وسرقة الأموال، لينادوا بالوحدة و الاصلاح الذي لا يعتبر بجديد على مسامع العراقيين، فبنظرهم حتى “الشعارات” لم تعد تضيف اي جديد، و خطط الإصلاح لا تعالج المشاكل التي يعاني منها سنة العراق.
و بالاضافة الى ذلك تدخل بعض الدول العربية لتقاسم و فرض سيطرتها على مقدرات و ثروات العراق و زعزعت الأمن في المنطقة لتحقيق أجندات خاصة، سبب هذا فرقة أكبر بين أطراف المكون السني، فأصبحت كل دولة تقدم أموالها لحشد التنظيمات الارهابية من خلال أذرعها المتمثلة ببعض القيادات السنية مما ساهم في تعزيز هذه الفرقة.
وربما كانت المساعدات من بعض الدول العربية والاقليمية، هي من أضعف المكون السني وشتت أركانه.
شاهد أيضاً
قادة مجموعة العشرين يدرسون ضريبة عالمية على المليارديرات
الشرق اليوم– حث قادة مجموعة العشرين على فرض ضريبة عالمية على المليارديرات لتمويل مشاريع حيوية …